يتزامن صيف هذا العام في المغرب مع ذروة المهرجانات وذروة الحرائق، وهو ما جعل مهرجانات تواجه التأجيل مراعاةً للظروف الإنسانية الاستثنائية التي تعيشها المناطق المتضررة.
ونقلت تقارير محلية أن سلطات مدينة طنجة، شمالي المغرب، طالبت منظمي المهرجانات المتوقع تنظيمها خلال الأيام المقبلة بتأجيل السهرات الموسيقية والأمسيات الفنية إلى موعد لاحق.
وكانت مهرجانات شمالي المغرب تستعد لتنظيم سلسلة من الحفلات الفنية كجزء من برمجتها السنوية، خصوصاً بعد وقفها مدة عامين بسبب إجراءات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا.
وقبل دعوة السلطات، أعلنت إدارة مهرجان ماطا الدولي للفروسية عن تأجيل دورته العاشرة، التي كان من المقرر تنظيمها في 23 و24 يوليو/تموز الحالي.
وبحسب بيان من المهرجان، بلغت الاستعدادات المتعلقة بالتنظيم مراحلها الأخيرة، لكنها تزامنت مع الحرائق بالإقليم الذي كان سيشهد تنظيم المهرجان.
وقالت إدارة المهرجان حينها أن الإلغاء جاء "إيماناً بالواجب الأخلاقي والتكافل الإنساني في مثل هذه الظروف الاجتماعية المؤلمة، وتفعيلاً للتوجيهات السامية في مثل هذه الحالات الداعية إلى التآزر والتكافل في وقت المحن".
على المستوى الفردي، اختارت المغنية الشعبية نجاة أعتابو الاعتذار عن عدم المشاركة في الدورة العاشرة لمهرجان العرائش الدولي للثقافة والفنون والتراث.
وأشارت الفنانة عبر "فيسبوك" إلى أن خطوتها جاءت بعد الحرائق وتضامنها مع المتضررين منها من السكان المحليين.
وتعالت الأصوات مطالبةً بإلغاء الحفلات الفنية الموسيقية تضامناً مع سكان المناطق المتضررة من الحرائق.
وشهد المغرب منذ بداية العام الحالي ما يناهز 165 حريقاً، فيما تقدر المساحة المتضررة من الحرائق بنحو 1800 هكتار، وتسببت في وفيات وإصابات وخسائر مادية.
وعرفت المملكة العام الماضي 285 حريقاً، بانخفاض ملحوظ بنسبة 47 في المائة و11 في المائة مقارنة، على التوالي، مع سنة 2020 ومتوسط السنوات العشر الأخيرة.
وتصدرت منطقة الريف (شفشاون، العرائش، طنجة أصيلة، الفحص أنجرة، المضيق - الفنيدق، تطوان، وزان) المناطق التي شهدت أكبر مساحة محروقة في عام 2021، بواقع 81 حريقاً ومساحة متضررة بلغت 1487 هكتاراً.