كشفت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين في تقريرٍ، صدر الثلاثاء، أنّ عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال شهرٍ من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو الأعلى في تاريخ الصراعات التي عملت اللجنة على جمع بياناتها خلال العقود الثلاثة الماضية.
ووصفت اللجنة التي تحقق في جميع التقارير المتعلقة بمقتل الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام أو إصابتهم أو فقدهم خلال الحرب، الشهر، الذي تبع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل، بأنّه "الأكثر دموية" منذ عام 1992.
وأظهرت تحقيقات اللجنة مقتل ما لا يقل عن 50 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام حتّى اليوم، من بينهم لبناني و45 فلسطينياً، كذلك أُصيب 11 صحافياً، وأُبلغ عن فقدان 3 آخرين.
بينما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع عدد الصحافيين الذين استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى 62. كذلك استهدفت قوات الاحتلال تجمعاً للصحافيين في جنوب لبنان، ما أدى إلى استشهاد صحافية ومصور يعملان في قناة الميادين، ليرتفع عدد الشهداء الصحافيين في لبنان إلى 3.
ولفتت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين إلى أنّ عدد الضحايا من الصحافيين خلال الأسابيع الستة الماضية، فاق عدد الصحافيين الذين قتلوا على مدار عام 2022، الذي بلغ 42 صحافياً في كل أنحاء العالم، من بينهم 15 كانوا ضحايا للحرب الروسية على أوكرانيا.
كذلك، أشارت اللجنة إلى أنّ المنحى التصاعدي لقتل الصحافيين خلال العدوان على غزة، فاق ما جرى في "ذروة الحرب الأهلية السورية"، حين قتل 30 صحافياً خلال شهر واحد.
وذكّر البيان برفض الجيش الإسرائيلي ضمان سلامة صحافيي وكالتي رويترز وفرانس برس العاملين في قطاع غزة، في 27 أكتوبر الماضي. كذلك، نبّه إلى أنّ الصحافيين في غزة يواجهون أخطاراً مرتفعة في أثناء محاولتهم تغطية الهجوم البري الإسرائيلي، نتيجة "الغارات الجوية الإسرائيلية المدمرة، وانقطاع الاتصالات، ونقص الإمدادات، وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع".
ودعت اللجنة دولة الاحتلال وحلفاءها الغربيين لفرض قواعد جديد تمنع استخدام جيش الاحتلال للقوة المميتة ضدّ الصحافيين الذين يحملون إشارات تدل على هويتهم الوظيفية.
وشدّد منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحافيين، شريف منصور، على أنّ "الصحافيين مدنيون يقومون بعمل مهم في أوقات الأزمات، ويجب ألا يتم استهدافهم من قبل الأطراف المتحاربة". مضيفاً: "إن الصحافيين في جميع أنحاء المنطقة يقدمون تضحيات كبيرة لتغطية هذا الصراع المفجع. لقد دفع سكان غزة، على وجه الخصوص، وما زالوا يدفعون، خسائر غير مسبوقة ويواجهون تهديدات هائلة".
وقال منصور، في حديث مع صحيفة ذا غارديان البريطانية، إنّ العدد المتزايد من القتلى الإعلاميين، إلى جانب الانقطاعات المتكررة لشبكة الإنترنت والهاتف، وتشديد الرقابة، يفرض تعتيماً إعلامياً على غزة، إضافة إلى عدم قدرة السكان على الوصول إلى معلومات عن مكان الحصول على الغذاء والوقود والمياه النظيفة.
وذكّر منصور بأنّه سبق للجنة حماية الصحافيين أن دعت جيش الاحتلال، في مايو/ أيار الماضي إلى أن "يغير قواعد الاشتباك الخاصة به لوقف إطلاق العنان لاستخدام القوات المميتة ضد الصحافيين والمؤسسات الإعلامية".
وأضاف: "لم نرَ مؤشرات على قيامهم بأي تغيير. لذلك، طالبنا هذه المرة أيضاً حلفاء إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، بالضغط عليها لوقف أي استخدام للقوة المميتة ضد الصحافيين".