"العنقاء باقية"... يومٌ آخر للزي الفلسطيني

26 يوليو 2024
يعود بعض الأثواب الحاضرة إلى أكثر من قرن (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في قاعة مركز البيرة الثقافي، استعرضت عبير عطا الله أثواباً تراثية تعود لأجيال من عائلتها، مشيرة إلى أن الحفاظ على الثوب البيراوي هو تقليد متوارث حتى بين أبناء المدينة المولودين خارج فلسطين.
- شاركت جمعية لفتا الخيرية في المعرض بمقتنيات تراثية متنوعة، منها المكوى البخاري وماكينة الخياطة اليدوية، بالإضافة إلى أثواب لفتا النسوية وثوب الزفاف المطرز، مما يعكس تراث البلدة.
- أقيم معرض "العنقاء باقية" تزامناً مع يوم الزي الفلسطيني، بتنظيم من بلدية البيرة وجمعية الزي الفلسطيني، حيث غابت الأجواء الكرنفالية المعتادة بسبب حرب غزة، وتم الاكتفاء بالمعرض لتعزيز التراث بين الأجيال.

في قاعة مركز البيرة الثقافي، كانت منسقة نادي السيدات في جمعية أبناء البيرة، عبير عطا الله، تشرح لزوّار معرض "العنقاء باقية"، بين مجموعة من الأثواب، قبل أن تقول إن أحد هذه الأثواب يعود إلى جدتها لأمها (أم موسى)، ويقارب عمر الثوب 110 أعوام، وهو من أثواب مدينة البيرة، وارتدته يوم زفافها، في حين أن ثوباً آخر يعود إلى جدتها لأبيها، وثالثاً لوالدتها، لافتة إلى أن الحفاظ على الثوب البيراوي ثقافة تتوارث حتى لدى أبناء المدينة المولودين خارج فلسطين، وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية.

بدورها، استعرضت سميحة عاصي مجموعة من المقتنيات التي شاركت فيها جمعية لفتا الخيرية، ضمن المعرض، بينها المكوى البخاري، وماكينة الخياطة اليدوية، وبوابير الكاز بأنواعها المتعددة، وجلّها صناعة بريطانية وسويدية، وكأس بيع الحليب، وكأس شرب الماء المصنوعة من الفضة الخالصة، و"طاسة الرجفة" النحاسية، إضافة إلى أثواب لفتا النسوية، وبينها ثوب الزفاف الأبيض المطرز بالأحمر، و"القمباز" الرجالي، وكان سائداً بين رجال البلدة القريبة من القدس.

كان لافتاً في المعرض ذلك التركيب الفني الذي يحاكي تداعيات حرب الإبادة على قطاع غزة، إذ يظهر ثوب من أثواب غزة تحت أكوام الردم، في مدخل القاعة التي تحوي الأثواب والمقتنيات.

انتظم معرض "العنقاء باقية" في الساحة الداخلية لمركز البيرة الثقافي تزامناً مع يوم الزي الفلسطيني، في الـ25 من يوليو/ تموز كل عام، وأقامته بلدية البيرة بالتعاون مع جمعية الزي الفلسطيني. وقالت مديرة مركز البيرة الثقافي، جولي حجّار، في حديثها مع "العربي الجديد"، إن إحياء يوم الزي الفلسطيني هذا العام، يأتي في ظل حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، بعيداً عن الأجواء الكرنفالية التي عادة ما ترافقه، والفعاليات التراثية المرافقة له عادة من طقوس العرس الفلسطيني، وفقرات الدبكة الشعبية، وغيرها، فغابت طقوس الفرح عن احتفال هذا العام في ظل حرب الإبادة التي تطاول التراث في غزة. ولفتت إلى أن تسمية "العنقاء باقية" تأتي تضامناً مع غزة.

معرض العنقاء باقية في البيرة الفلسطينية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

ففي الصيف الماضي، احتفت المتاحف والمؤسسات العاملة في التراث بالقطاع بهذا اليوم، في قصر الباشا في مدينة غزة، ومتحف القرارة، ومتحف رفح للتراث الفلسطيني، وجميعها أبيدت بكل ما تحويه من كنوز أثرية وتراثية

وأفادت حجّار بأن الأزياء المشاركة من أثواب نسائية ورجالية بعضها يعود إلى أكثر من قرن، وغالبيتها العظمى تعود إلى ما قبل عام 1948، وتأتي لتجسيد الهوية الوطنية الفلسطينية التي تتعرض إلى حرب إبادة تتواصل منذ عقود، وتتعمق بوضوح في الأشهر الأخيرة.

بدورها، صرحت المنسقة في جمعية الزي الفلسطيني، ليلى سنونو، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مشاركة الجمعية في السنوات الماضية كانت بالأساس تتمحور حول "مسيرة الفرح"، التي تشتمل على طقوس العرس، والدبكة الشعبية، بحضور المئات من النساء والرجال بالزي التراثي من كافة مدن الجغرافيا الفلسطينية، فكانت تنطلق من مبنى بلدية البيرة، وتجوب شوارع مدينتي البيرة ورام الله، قبل أن تستقر في مقر مركز البيرة الثقافي. لكن، ولأسباب تتعلق بحرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، وجرائم الاحتلال والمستوطنين اليومية في الضفة الغربية، أُلغيت المراسم الاحتفالية المرافقة لإحياء يوم الزي الوطني، وتم الاكتفاء هذا العام بمعرض "العنقاء باقية"، بما يمد جسوراً بين الأجيال في ما يتعلق بتراثهم، عبر المعروضات من مقتنيات وأثواب.

وشددت مديرة مركز حواء النسوي التابع لبلدية البيرة، عزة جبر، على هذا المعرض يجسد أحقيتنا في البلاد، وأحقيتنا في الحفاظ على تراثنا وهويتها الوطنية.

معرض العنقاء باقية في البيرة الفلسطينية (العربي الجديد)
(العربي الجديد)
المساهمون