- انتشر الفيديو الكاذب على "إكس" و"تليغرام"، وتبنته حسابات روسية رسمية ومؤثرون مقربون من الكرملين، مما دفع المنظمة لتقديم بلاغات عديدة دون استجابة فعالة من المنصات.
- اعتبر مدير المناصرة في المنظمة أن "إكس" متواطئة في نشر المعلومات المضللة، مشيرًا إلى أن القضاء هو الملاذ الأخير لمواجهة التضليل ودعاية الحرب.
ادّعت منظمة مراسلون بلا حدود أمام القضاء الفرنسي مؤخراً على منصة إكس ("تويتر" سابقاً)، بسبب تجاهلها عشرات البلاغات حول مجموعة حسابات نشرت معلومات مضللة طاولت سُمعة المنظمة. ولم تقم "إكس" بحذف الحسابات ولا الفيديو الملفق الذي زعم أنّه يستند إلى دراسة صادرة عن "مراسلون بلا حدود"، وحمل ختم هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). في الواقع، لم تعدّ "بي بي سي" التقرير ولا المنظمة أجرت الدراسة. بعد انتشار الفيديو، مع ذلك تجاهلت "إكس" تبليغات المنظمة، وتناقلت جهات رسمية روسية الفيديو لدعم سرديّتها حول الحرب في أوكرانيا، كما روّجت له حسابات لمؤثرين مقرّبين من الكرملين.
في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، نشرت "مراسلون بلا حدود" تحقيقاً حول حقيقة انتشار مقطع فيديو يسعى لنشر معلومات مُضلّلة، وبدأ ترويجه من أحد الحسابات المشبوهة على "إكس". تبيّن بعد التحقيقات الخاصة بالمنظمة أن الحساب "مثير للجدل واستفزازي"، ويتبنّى في أغلب منشوراته السردية الروسية، وهو حساب داعم لبوتين ويهاجم أوكرانيا واوروبا.
انتشر الفيديو الكاذب الذي حمل ختم "بي بي سي" وادعى إصدار "مراسلون بلا حدود" دراسة حول النزعات النازية لدى ألف جندي أوكراني، على منصتي إكس وتليغرام، وتمّت مشاهدته 400 ألف مرة. وبدأ تناقل الفيديو بشكل خفيف على منصة إكس قبل أن يصل إلى "تليغرام"، وتبنّته حسابات روسية رسمية. حسب تحقيق المنظمة، أشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الروسية في أحد مؤتمراته الصحافية للفيديو، ثم قامت سفارة روسيا في كلّ من تشيلي وبلغاريا بنشره، ولاحقاً نشره الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية.
ذكرت "مراسلون بلا حدود" في تحقيقها، أنه "بعد تبييض هذه المعلومات الخاطئة عبر القنوات الروسية الرسمية"، بدأ الترويج للتقرير عبر حسابات لمؤثرين مقرّبين من الكرملين عبر "تليغرام"، الذي لم يستجب بدوره لتبليغات المنظمة. وتقدّمت المنظمة بأكثر من 12 بلاغا لـ"إكس" لحثّها على ضرورة التعامل مع الحسابات التي بدأت حملة المعلومات المضلّلة وإيقافها. لكنّ الردود التي حصلت عليها كانت في معظمها ردوداً أوتوماتيكية، وهذا ما دعاها إلى الشكّ بأنّ الشكاوى لم تتجاوز مرحلة التعامل الآلي، ولم تصل إلى يد إنسان.
وقال مدير المناصرة والمساعدة في المنظمة، أنطوان برنارد، إنّ "إكس" تعتبر متواطئة في المعلومات المضللة المتداولة على منصتها، وذلك "بعد رفضها حذف المحتوى الكاذب الذي تمّ تبليغها به". أضاف أنّ القضاء هو الملاذ الأخير في سبيل مواجهة التضليل ودعاية الحرب التي تنشرها شبكة ماسك، حسب تعبيره.
أمّا محامي المنظمة، إيمانويل داوود، فاعتبر أن الغرض من هذا الإجراء هو تذكير وسائل التواصل الاجتماعية وأصحابها بأنهم يتحمّلون المسؤولية القضائية للسماح بنشر أخبار كاذبة وانتحال شخصية والإساءة لأشخاص وجهات والتشهير بها، مُضيفًا أنها جرائم يُحاسب عليها قانون العقوبات الفرنسية. يذكر أنّ "مراسلون بلا حدود" كانت قد كشفت في تقرير سابق عن ارتباط جمع بين حملة معلومات مضلّلة تعرّضت لها، وبين مؤسسة تابعة لرجل الأعمال الفرنسي فينسان بولوري، بعد اعتراض المنظمة على أداء قناته سي نيوز.