تتخذ الفنانة الفلسطينية تيماء سلامة لوناً جديداً في تجسيد أفكارها، عبر لوحات مجسمة، تدمج فيها الرسم والنحت، ما يُكسِب اللوحات البارزة قيمة فنية إضافية، تسعى من خلالها للخروج عن نمطية اللوحات التشكيلية التقليدية.
وتسعى الفنانة العشرينية، ابنة مدينة غزة، عبر لوحاتها المُجسمة، إلى توسيع مجال المتلقين، إذ تستهدف شريحة المكفوفين، والتي يمكنها تذوق ذلك الفن، ومعرفة فكرة اللوحة وتفاصيلها عن طريق اللمس، وقد شجعها على ذلك تفاعل بعض المكفوفين من زوار المعارض التي شاركت فيها.
"الضجيج الداخلي" وتحويله إلى لوحات فنية، كان أبرز الدوافع للفنانة الشابة، التي تعتقد أن الفن أقدر على التعبير من الكلام.
ترى تيماء سلامة أن النحت هو المساحة التي تدخل على اللوحة الفنية، ولا يمكن طمسها أو إخفاء ملامحها، وتصبح بفضله الأشكال أكثر وضوحاً، إذ تشكل من خلاله عالمها الخاص، إلى جانب أنه يجمع بين عدد من الفنون التشكيلية، علاوة على كونه محفزاً قوياً للتغيير والتفاعل الاجتماعي.
وتعكس لوحات تيماء المشهد الفلسطيني من جوانب متنوعة، كان أبرزها الجانب التراثي، من خلال إبراز ملامح التراث الفلسطيني كالثوب المطرز والسروال والفنون الشعبية الفلكلورية، كالدبكة وتصوير العلاقات الأسرية، وبعض الرموز النباتية والحيوانية والزخارف الفنية، وتتطرق إلى حياة الصياد والبحر.
وشاركت تيماء سلامة في العديد من المعارض، كان آخرها "معرض جائزة إسماعيل شموط"، وقد تأهلت لوحة "العائلة الفلسطينية" للمرحلة النهائية.
وشاركت في العديد من رسم الجداريات، وتصميم أغلفة الكتب، إلى جانب حصولها على إقامة فنية في محترف "شبابيك"، بدعم من المراكز الثقافية، وبالتعاون مع مؤسسة عبد المحسن القطان، مشروع الفنون البصرية، "نماء واستدامة".
وتؤمن سلامة بأن الفن وُجد ليكون الرسالة التي تصور المعيقات وتخلق المساحات الجديدة لتجاوز الصعوبات، إلا أن الحصار الإسرائيلي ما يزال العائق الذي يمنع دخول وخروج الأعمال الفنية من وإلى قطاع غزة، للمشاركة في المعارض.