سيصل المريخ إلى أبعد نقطة من الأرض خلال ظاهرة تُعرف فلكياً باقتران كوكب المريخ مع الشمس. وسيكون الكوكب الأحمر على مسافة قدرها 393.5 مليون كيلومتر تقريباً من مركز الأرض، صباح يوم الجمعة القادم.
وأوضح الخبير الفلكي بدار التقويم القطري، بشير مرزوق، أن ظاهرة الاقتران لكوكب المريخ من الظواهر الفلكية الهامة لأنها تُعْتَبر مؤشراً لانتقاله من الظهور في سماء المساء بعد غروب الشمس (أعلى الأفق الغربي)، إلى الظهور في سماء الفجر قبل شروق الشمس (أعلى الأفق الشرقي).
وخلال الأسابيع المقبلة سيزداد البعد الزاوي بين المريخ والشمس، ليتمكن سكان دول المنطقة العربية من رصد المريخ في سماء الفجر أعلى الأفق الشرقي، قبل شروق الشمس خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وسيزداد الفارق بين موعد شروق كوكب المريخ وشروق الشمس على سماء الدول العربية تدريجياً خلال الفترة المقبلة، بعد حدوث ظاهرة الاقتران الخارجي للمريخ.
وخلال ظاهرة اقتران كوكب المريخ مع الشمس يكون مركز كل من الشمس والأرض والمريخ على خط استقامة واحد، علماً بأن الشمس ستكون في المنتصف بين كوكبي المريخ والأرض، ولن يتمكن جميع سكان الكرة الأرضية من رصد المريخ من على سطح الأرض ذلك اليوم.
ويرجع هذا التعذر إلى أن المريخ سيمرُّ خلف الشمس مباشرة، وسيقع على الجهة المعاكسة بالنسبة للراصد من على سطح الأرض، إضافة إلى أن موعد شروق كوكب المريخ يوم الجمعة سيكون في نفس موعد شروق شمس يوم الجمعة، وكذلك سوف يغرب المريخ مع غروب الشمس.
وتُعرف ظاهرة الاقتران بأنها ظهور ثلاثة أجرام سماوية على خط استقامة واحد في السماء، وهو نوعان: اقتران خارجي، ويحدث لجميع كواكب مجموعتنا الشمسية، واقتران داخلي، ويحدث لكوكبي عطارد والزهرة فقط، لوقوع مدارهما حول الشمس داخل مدار الأرض.
ويعتبر كوكب المريخ الهدف الأول لعلماء الفلك في دراسة مدى إمكانية وجود حياة على سطح الكواكب، لأنه شديد الشبه بالأرض مما زاد من اعتقاد العلماء بوجود مقومات الحياة على سطحه.
والمريخ هو رابع أبعد الكواكب عن الشمس، ويُكمل دورة كاملة حول الشمس (طول السنة على المريخ) خلال 687 يوماً تقريباً، ويدور حوله قمران هما: فوبوس وديموس.
(قنا)
(قنا)