استمع إلى الملخص
- بعض الفنانين اللبنانيين كانوا معروفين بدعمهم للنظام، في حين أظهر آخرون مثل ملحم زين وجورج وسوف أمنياتهم لسوريا بالاستقرار والتقدم.
- الممثلة المصرية إلهام شاهين دعمت النظام السوري علنًا، معتبرة الثورة مؤامرة ضد الأسد، مما يعكس التحديات التي تواجهها سوريا في بناء ثقافة حرية جديدة.
شكّل سقوط النظام السوري مفاجأة مدوية في الأوساط الشعبية والفنية في العالم العربي. وكالعادة، يسارع روّاد وسائل التواصل الاجتماعي للتذكير بمن كان مع هذا النظام، أو من عمل ضده.
منذ أكثر من 50 سنة، يتبارى بعض الفنانين في العالم العربي في رسم صورة مقبولة لهم عند النظام السوري. مثلاً، ارتبط اسم نجوى كرم في بداياتها بصداقة تجمعها بباسل الأسد، الذي قضى بحادث سير (21 يناير 1994). لطالما صرّحت كرم بأن لسورية فضلاً عليها، وغنّت لحافظ الأسد، ووقفت إلى جانب النظام بداية الثورة السورية، ووضعها المعارضون على قائمة فناني العار.
هذه القائمة ضمت، إضافة إلى نجوى كرم، عدداً من المغنين في العالم العربي، ومنهم فارس كرم، الذي غنى أيضاً للنظام ورأسه، وكان مقرّباً بفعل محبة أبناء بشار الأسد له، يُحيي أعياد ميلادهم في حفلات لم تخرج إلى العلن، وأدى أغنيةً خاصة بالرئيس المخلوع يقول في مطلعها: "اسمك يا بشار انكتب بالدهب".
فارس كرم آثر الصمت بعد سقوط الطاغية في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، وكذلك فعلت مواطنته نجوى كرم، فيما قال ملحم زين، المعروف بمحبته للنظام السوري، بأحقية الشعب السوري بالعيش، متمنياً لسورية التقدم والمستقبل الزاهر.
الفنان جورج وسوف المعروف بقربه من النظام السوري السابق، عبّر بعد أسبوع من خلع بشار الاسد عن أمنياته بدوام الأمن والاستقرار في سورية، في كلمة مقتضبة نشرها على صفحات تحمل اسمه على مواقع التواصل الاجتماعي.
الصورة قد تتشابه بين الفنانين اللبنانيين الذين فوجئوا بسقوط النظام خلال أيام، والفنانين السوريين الذين لاذوا بالصمت، واعتمدوا على الإشارات إلى المستقبل، والأمنيات المستهلكة، وهربوا من تأييد الثورة السورية، تماماً كما هو حال الممثلة شكران مرتجى، التي كانت لوقت طويل مؤيدة للنظام السوري، ويقال إنها كانت تخاف لكونها من أصل فلسطيني، وتريد العمل تحت ظلال شركات الإنتاج المتحكمة بمفاصل الدراما السورية، وتشغيل الموالين للنظام وإقصاء المعارضين. لكن يحسب على شكران مرتجى مزايدتها في تمجيد النظام السوري في المقابلات، والمواقف التي كانت تدونها على صفحاتها الخاصة.
لا تزال الممثلة أمل عرفة تدفع ثمناً لمشهد تمثيلي قدمته في مسلسل "كونتاك" في عام 2019. ورغم رسالة اعتذار عرفة من الشعب السوري عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك لم يُجدِ، خصوصاً أن المشهد أثار غضباً عارماً لأنها "سخرت من دماء السوريين".
في المشهد، يطلب أحدهم من شخصية في العمل الصراخ لأن أولادها قضوا بسبب القصف، فيما هُم أحياء يدّعون الموت، ثم يسكب الدماء عليهم كي تكتمل عناصر المشهد، ما اعتبره بعضهم انتقاصاً من حرمة الموت، وسخرية من ضحايا الحرب في سورية. رأى الجمهور أن الحلقة سخرت من عمل المنظمة الإنسانية المعروفة باسم الخوذ البيضاء. وقالت عرفة: "أعتذرلأي سوري فتحنا له جرحاً أو ألماً في حلقة مسلسل "كونتاك". وصلتني رسائلكم.. وقرأتها ولن أنشرها، ليس لما تحتويه من شتائم، بل لأنها تحمل أوجاعاً وآلاماً لم أخلق للحظة كي أستهين بها".
بدورها، آثرت الممثلة المصرية إلهام شاهين تأييد النظام السوري والرئيس المخلوع بشار الأسد. في عام 2017، زارت شاهين سورية ضمن وفد فني، مع الممثل الراحل فاروق الفيشاوي. لا يقف تأييد شاهين للأسد على إنكار الحرب، بل إن إنكارها يقتضي بالضرورة الهجوم على الإعلام الذي "يروج لأكاذيب"، كما تراها هي. وصفت الممثلة الثورة بأنها "خدعة اشترك فيها العالم كله ضد نظام الأسد، مثلما اشترك العالم كله في تدمير مصر".
لا يمكن حصر الرأي الموالي للنظام السوري ببعض الفنانين، ولا حتى الرأي المعارض بفنانين آخرين. ما يمكن أن نقف عنده اليوم هو كيفية محو نصف قرن من القمع، والنهوض من جديد بثقافة الحرية بعيداً عن التهديد والسجون.