حقّقت مجموعة ديزني الترفيهيّة العملاقة قفزةً جديدةً في عدد مشتركي منصّتها للبثّ التدفقي ديزني بلس، أبرز أركان استراتيجياتها الجديدة، ما يزيد الضغط على "نتفليكس" التي تواجه ركوداً في النمو. وبلغ عدد مشتركي "ديزني بلس" 137,7 مليونا، بزيادة 33% خلال عام.
نجحت المجموعة التي تتّخذ من ولاية نيويورك مقرّاً لها في أن تستقطب 7,9 ملايين مشترك إلى خدمتها للبث التدفقي، وذلك بين نهاية ديسمبر/ كانون الأوّل 2021 ومطلع إبريل/ نيسان من العام الحالي 2022.
يتباين هذا الرقم مع ذلك الذي سجلته منافستها الكبرى "نتفليكس" التي فقدت 200 ألف مشترك خلال الفترة عينها، في تراجعٍ غير مسبوق منذ أكثر من عقد.
وتعوّل "ديزني" على زيادة عدد مشتركي "ديزني بلس" في الفترة بين إبريل/ نيسان وسبتمبر/ أيلول، مقارنةً بالربع الأول من سنتها الماليّة الممتدة بين أكتوبر/ تشرين الأول وسبتمبر/ أيلول، وفق ما أعلنت المديرة الماليّة في المجموعة كريستين ماكارثي.
من ناحيتها، تتوقّع "نتفليكس" فقدان مليوني مشترك خلال الربع الحالي مقارنةً مع الفترة عينها من العام الماضي.
وفي قسم الفيديو والسينما والتلفزيون، لا تزال خدمات الفيديو عبر الإنترنت تكبّد المجموعة خسائر فادحة، وبلغت الخسائر التشغيليّة 887 مليون دولار خلال الربع الحالي.
وفي مسعى يرمي إلى تحفيز منصّات البثّ التدفقي، تعتزم الشركة الترفيهيّة تخصيص ما مجموعه 32 مليار دولار في العام 2022 لصناعة المحتوى، بما في ذلك الرياضة.
ومع إضافة منصّتي "إي إس بي إن بلاس" المتخصّصة في الرياضة، و"هولو" الموجّهة إلى البالغين مقارنةً مع "ديزني بلس"، تعدّ المجموعة أكثر من 205 ملايين مشترك منذ إبريل الماضي، على الرغم من أنّ بعض المستخدمين يشتركون برزمةٍ تتيح لهم التمتّع بمحتويات المنصّات الثلاث بسعرٍ تفضيليّ، يبلغ 20 دولاراً شهرياً بدل 28 دولاراً في الولايات المتحدة.
وقال المدير العام للمجموعة بوب تشابك إن "ديزني" لا تزال تسعى لتحقيق عدد مشتركين في "ديزني بلس" يتراوح بين 230 مليوناً و260 مليوناً بحلول السنة الماليّة 2024، ما سيجعلها تتقدم على "نتفليكس" التي تضم حاليا 221 مليون مشترك.
تأمل "ديزني" أيضاً أن تبدأ بتحقيق أرباح بفضل خدمتها للبث التدفقي بحلول ذلك التاريخ.
ولتسريع نموها، تعوّل "ديزني" على إطلاق عرضٍ يتضمّن إعلاناتٍ بحلول نهاية العام الحالي في الولايات المتحدة، وفي العام المقبل على الصعيد العالمي.
كذلك، أشار بوب تشابيك إلى أنّ "ديزني" تفكّر في طرح نسخة بالبث التدفقي من "إي إس بي إن" تضمّ مجمل برامج الشبكة التلفزيونيّة الرياضيّة، بدل مجموعة مختارة من المحتويات كما هو الوضع في الوقت الحالي.
لكنّه لفت أيضاً إلى أنّ العملية الانتقاليّة لن تحصل على المدى القصير، لأنّ "ديزني" لا تزال تحصّل إيرادات كبيرة من الاشتراكات في "إي إس بي إن" من خلال البثّ التلفزيونيّ التقليديّ عبر الكابل والأقمار الاصطناعيّة في الولايات المتحدة.
في المحصلة، حققت الشركة أرباحاً بقيمة 597 مليون دولار، بتراجع 46% عن العام الماضي، وهو مستوى أدنى بكثيرٍ من توقعات المحللين.
وتراجعت قيمة سهم "ديزني" بنسبةٍ تفوق 3% في التبادلات الإلكترونية التي سبقت إغلاق بورصة وول ستريت.
وعلى صعيد النشاط الرئيسي الآخر للمجموعة، أيّ المجمّعات الترفيهيّة، زادت "ديزني" رقم أعمالها بأكثر من الضعف خلال عام، ليبلغ 109%.
كان ذلك مدفوعاً بارتفاع معدّلات ارتياد "ديزني لاند باريس"، ما عوّض جزئيّاً تراجع الإقبال على مدن الترفيه الخاصة بالمجموعة في هونغ كونغ وشنغهاي.
وكان معدل النفقات لكل زائر أعلى بـ40% من المستوى المسجّل في الربع عينه من سنة 2019، أي قبل بدء الجائحة.
كذلك حقّقت المتنزهات الترفيهية، بين يناير/ كانون الثاني ومارس/ آذار من العام الحالي، نتائج تشغيليّة موازيةً تقريباً لتلك المسجّلة في قسم الفيديو والسينما والتلفزيون، بعدما تكبّدت العام الماضي خسائر كبيرة جرّاء القيود المفروضة لمكافحة تفشي وباء كورونا.
مع ذلك، حذّرت المديرة المالية كريستين ماكارثي من أنّ عودة تفشي الوباء وإعادة فرض تدابير العزل من شأنهما تخفيض النتائج التشغيليّة خلال الربع الحالي بواقع 350 مليون دولار.
من جهته، قال بوب تشابيك إن النتائج المحقّقة على صعيد المجمّعات الترفيهيّة، وأيضاً قسم التلفزيون والفيديو والسينما، "تثبت أنّنا أمام فئة قائمة بذاتها".
وفي المحصلة، حقق رقم الأعمال ارتفاعا بنسبة 23% خلال عام مسجلاً 19,2 مليار دولار.
(فرانس برس)