تنديد بإعلان حكومي في ألمانيا: "قذارة عنصرية" و"شيطنة للمسلمين"

03 سبتمبر 2024
مظاهرة ضد اليمين المتطرف في مدينة إرفورت الألمانية، 20 يناير 2024 (ينس شلوتر/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **حذف الفيديو وردود الفعل الغاضبة:** حذفت وزارة داخلية بافاريا فيديو من منصة إكس بعد اتهامات بالترويج لصور نمطية معادية للمسلمين، مشبهين الفيديو بالدعاية النازية.

- **انتقادات واسعة ومقارنات تاريخية:** تلقى الفيديو انتقادات حادة من شخصيات سياسية ومستخدمين، وُصف بأنه "عنصري" و"معادٍ للإسلام"، مع مقارنات بالدعاية النازية ضد اليهود.

- **رد الوزارة والإجراءات المستقبلية:** أعربت الوزارة عن أسفها وأعلنت إيقاف الحملة مؤقتاً لتعديل الفيديو، مؤكدة استمرارها في مكافحة السلفية. تقرير مستقل أظهر أن نصف السكان يحملون آراء معادية للإسلام.

حذفت وزارة داخلية ولاية بافاريا في ألمانيا مقطع فيديو كانت قد نشرته عبر حسابها على منصة إكس، الاثنين، بعد أن لاقت موجة غضب واسعة من المستخدمين الذين اتهموها بالترويج لصور نمطية معادية للمسلمين، مقارنين بين المنشور والدعاية النازية المعادية لليهود قبيل الحرب العالمية الثانية.

وكان المقطع الذي أنجز بتقنية الرسوم المتحركة جزءاً من حملة إعلامية تقودها الوزارة الواقعة في جنوبي ألمانيا، تحمل اسم "أجوبة على السلفية".

ويظهر المقطع الكرتوني شابةً يفترض أنّها مسلمة تشاهد مقطع لرجل يجيب على سؤال حول ما إذا كان يُسمح للنساء المسلمات بوضع مساحيق التجميل. في النهاية تقع في فم الرجل الذي يضحك بشكل جنوني كناية عن "وقوعها ضحية للتطرف".

ونشر الحساب الرسمي للوزارة على موقع إكس مقطع الفيديو بعد منتصف ليل الاثنين بقليل، وبعد ساعات على تحقيق اليمين المتطرف نجاحاً صاعقاً في الانتخابات في ولايتين في شرقي ألمانيا، الأحد الماضي.

ولعب ذلك دوراً في تعزيز الغضب من المقطع الذي شوهد أكثر من 900 ألف مرة قبل حذفه في وقتٍ متأخر، إثر موجة من تعليقات وانتقادات وجهها مستخدمون عاديون وشخصيات سياسية ندّدت بالعنصرية والإسلاموفوبيا التي احتواها المقطع.

وكتب العضو السابق في البرلمان الألماني نيما موفاسات عبر "إكس": "يا لها من قمامة عنصرية لا تصدق"، مضيفاً: "لقد عادت صحيفة دير شتورمر، لتدير قسم الدعاية في وزارة داخلية ولاية بافارية. هذا المقطع يشيطن المسلمين". كذلك أشار إلى أنه سيدرس إمكانية رفع دعوى قضائية ضد الوزارة.

ودير شتورمر صحيفة ألمانية صدرت بين عامي 1923 و1945، واشتهرت بمعاداتها للسامية ودعايتها الكارهة لليهود، إضافةً إلى دورها المهم في الترويج للأيديولوجيا النازية.

لم يكن موفاسات وحده من أقام المقارنة بين فيديو الوزارة الألمانية الجديد والدعاية المعادية لليهود خلال فترة حكم الحزب النازي لألمانيا. إذ استعاد عددٌ من المغردين ملصقات ورسومات تعود إلى تلك الفترة، وتصوّر اليهود بأشكال غريبة وقبيحة، مشيرين إلى أوجه التشابه بينها وبين الفيديو.

وكتبت جيسيكا غيركن: "العار لوزارة الداخلية البافارية. (مقطع) يعيد إلى الأذهان الخطابات والصور المستخدمة خلال الأوقات المظلمة التي مرت بها ألمانيا". كما كتبت الصحافية ليندسي سنل: "وزارة الداخلية البافارية تؤكد مدى ضآلة ما تعلمته ألمانيا من ماضيها النازي من خلال مقطع فيديو دعائي عنصري مروع ومعادٍ للإسلام".

وقال موفاسات لموقع بوليتيكو الأميركي إنّ "الفيديو يحمل تشابهاً مثيراً للقلق مع التصوير السلبي لليهود في الفترة النازية، ويُشعر المرء بأن الإسلام بشكل عام يتعرض للوصم"، مضيفاً: "رجل يأكل البشر وله ملامح تشبه الوحش، هذا تصوير عنصري وتشهيري وغير تاريخي".

بدوره، نشر عضو برلمان ولاية برلين، فرات كوجاك، الفيديو قبل حذفه عبر حسابه على منصة إكس، وكتب: "أي شخص لا يزال يتساءل عن سبب صعود النازيين من حزب البديل من أجل ألمانيا وشركائه، عليه أن يشاهد هذا الفيديو".

أضاف: "تستخدم وزارة الداخلية البافارية الرسوم الكاريكاتورية للتحريض على الكراهية ضد المسلمين، وهو ما يذكرنا بالدعاية النازية ضد اليهود. الكراهية والتحريض يأتيان مباشرة من الوزارة، بينما كنتم أمس مندهشين من النتائج الجيدة التي حققها حزب البديل من أجل ألمانيا".

من جهته قال متحدث باسم وزارة داخلية بافاريا في تصريحات صحافية: "نأخذ الانتقادات للفيديو على محمل الجد، وقد أوقفنا الحملة في الوقت الحالي. نأسف بشدة إذا كان الفيديو قد تسبب في حدوث انزعاج وسوء فهم"، لافتاً إلى أنّ المقطع سيعدل قبل إعادة نشره، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار الحملة "لمكافحة السلفية".

وبحسب "بوليتيكو"، يعيش في ألمانيا قرابة خمسة ملايين ونصف المليون مسلم، معظمهم مواطنون ألمان. مع ذلك، أظهر تقرير مستقل أعد بتكليف من الحكومة الألمانية العام الماضي حول العنصرية ضدّ المسلمين أن نصف السكان يحملون آراء معادية للإسلام ويعتبرونه خطراً على المجتمع الألماني. كما طالب ثلثهم بفرض قيود على ممارسة العقيدة الإسلامية.

المساهمون