بعد أقل من أسبوع على صدوره، حظيت أغاني ألبوم "ذئاب في ميدان رماية" لرائد الروك الروسي، مؤسس فرقة "دي دي تي" الشهيرة، يوري شيفتشوك، بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط هيمنة الدعوات إلى السلام على أغانيه التسع.
ورغم أن شيفتشوك يستهل أغنيته "الرقص" بمشاهد قاتمة وكلمات من قبيل "طبول الحرب في دماغك"، إلا أنها تتتابع مع أخرى مبهجة لا تخلو من الحنين لاحتشاد الجماهير من كل دول العالم في موسكو وغيرها من المدن الروسية لمتابعة مباريات بطولة العالم لكرة القدم في عام 2018، وهو ما يختلف اختلافاً كلياً عن واقع روسيا اليوم وعزلتها بعد بدء الحرب في أوكرانيا.
"لكن راية الحب والخير لا تزال تغني، فلنحافظ على هذا اللهب ونحمله حتى الصباح"، إلى هذا يدعو المطرب في جوقة الأغنية التي تنتقل تدريجاً إلى استعراض بنظرة من التشاؤم لمختلف مظاهر الحرب، مثل قصف مدفعي عنيف والدمار اللاحق بعدد من المدن الأوكرانية، تتخلله لقطات لاجتماعات رفيعة المستوى تعقد في موسكو، وكأن شيئاً لا يحدث.
وفي مستهل الأغنية الأخيرة في الألبوم بعنوان "جنازة الحرب"، التي أنتجها شيفتشوك حتى قبل إصدار الألبوم رسمياً، يغني مطرب الروك: "عندما تأتي مصيبة إلى بيتك، لا تبكِ، ولا تَخَف، ولا تطلب"، داعياً نجمة منتصف الليل إلى أن تضيء العالم المصاب.
ويواصل شيفتشوك في جوقة الأغنية التي حظيت بأكثر من مليون مشاهدة على "يوتيوب": "سنقيم معاً، سنقيم معاً جميعاً جنازةً للحرب".
وشيفتشوك من الفنانين الروس الذين عارضوا الحرب ضد أوكرانيا منذ أيامها الأولى، رافعاً في حفلاته شعار "لا للحرب"، ما أدى إلى إلغاء عروضٍ له ولفرقته في أنحاء روسيا كافة، أو إرجائها إلى أجل غير مسمى.
ويُعَدّ شيفتشوك، البالغ من العمر 66 عاماً، من أشهر مطربي الروك في روسيا، وأشهر أغانيه على الإطلاق هي "الخريف" (1991) تتساءل فرقة "دي دي تي" فيها: "ماذا سيحل بالوطن وبنا؟".
وفي عام 2010، شارك شيفتشوك في لقاء عقده رئيس الوزراء الروسي آنذاك، الرئيس الحالي، فلاديمير بوتين، مع الفنانين، ولم يتردد المغني خلاله في الدخول في سجال ساخن معه حول قضايا شائكة مثل تعسف الشرطة وفسادها، وسوء أوضاع عمال المناجم، وانعدام حرية الصحافة، وغيرها.