خامنئي يدعو إلى تقنين العالم الافتراضي في إيران

27 اغسطس 2024
خامنئي وبزشكيان في أول لقاء مع الحكومة الإيرانية الجديدة، 27 أغسطس 2024 (مكتب خامنئي)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد المرشد الإيراني علي خامنئي على أهمية الفضاء الافتراضي ودعا إلى تقنينه، مشيراً إلى تأثيره المتزايد في حياة الناس.
- انتقد الرئيس مسعود بزشكيان حظر شبكات التواصل الاجتماعي ووعد برفع القيود إذا فاز بالرئاسة، مشيراً إلى تأثيرها السلبي على الأعمال والبطالة.
- تقرير لمركز إيسبا الإيراني كشف أن 78.5% من الإيرانيين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي، مع تزايد استخدام برامج فك التشفير للوصول إلى المنصات المحظورة.

احتل الفضاء الافتراضي، اليوم الثلاثاء، حيزاً مهماً في كلمة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي خلال أول لقاء له مع أعضاء الحكومة الإيرانية الجديدة، التي شكلها الأربعاء الماضي الرئيس، مسعود بزشكيان، المنتقد لحظر شبكات التواصل وتقييد الإنترنت في البلاد. وأكد خامنئي أن الفضاء الافتراضي يمثل عالماً جديداً و"لم يعد افتراضياً بل أصبح واقعاً في حياة الناس ويزداد تأثيره يومياً"، داعياً إلى ممارسة سلطة مقننة على هذا الفضاء، وقائلاً إن انتقاداته السابقة لإهمال الشبكة الافتراضية كانت لأجل تقنينها.

ودعا المرشد الإيراني إلى إعداد قانون بشأن العالم الافتراضي إن لم يوجد، لـ"أخذ زمام المبادرة فيه"، مضيفاً أن العالم برمته يفعل ذلك، لافتاً إلى اعتقال رئيس منصة تليغرام، بافيل دوروف، في فرنسا، وقائلاً إن "الفرنسيين يتشددون إلى هذا الحد حيث اعتقلوا هذا الشاب المسكين وحبسوه وهدّدوا بالحكم عليه بالسجن لعشرين عاماً لأنه قد خرق سلطتهم" الافتراضية.

هل يغير خامنئي رأي بزشكيان؟

خلال اليومين الأخيرين، انتقد ناشطون إيرانيون تغطية اعتقال دوروف في فرنسا على التلفزيون الإيراني على نحو منتقد في وقت تحظر البلاد منصة تليغرام منذ مايو/أيار 2017. وتأتي تصريحات خامنئي بشأن ضرورة ممارسة سلطة قانونية على العالم الافتراضي وتقنينه في وقت تصاعدت في إيران الانتقادات لحظر شبكات التواصل في البلاد وتقييد الإنترنت فيها، مما دفع المواطنين إلى استخدام برامج فك التشفير بأسعار غالية.

ووعد الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان، برفع هذا الحظر خلال حملته الانتخابية، مهاجماً سياسة حظر منصات التواصل الاجتماعي الأجنبية وتقييد الإنترنت، واعتبر أن تشديد هذا الإجراء خلال العامين الأخيرين بعد الاحتجاجات أطاح الكثير من الأعمال وتسبّب ببطالة كثير من العاملين في الفضاء الافتراضي، مشيراً إلى ظهور مجموعات تحصل على أرباح كبيرة من خلال بيع برامج فك التشفير.

وأكد بزشكيان على تحرير الفضاء الافتراضي، مشيراً إلى أن "منصة إكس هي مكان للتعلم وتقدم مساعدات كثيرة للمستخدمين، لكننا من خلال الحظر قطعنا تواصلنا مع العالم". ووعد بزشكيان بأنه إذا فاز بالرئاسة الإيرانية سيتصدى بكل حزم للقيود المفروضة على الإنترنت ومنصات التواصل.

وكشف تقرير لمركز إيسبا الإيراني للاستطلاعات، صدر في مايو/أيار 2022، أن 78.5% من سكان إيران، البالغ عددهم 85 مليون نسمة، يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي. ويشير التقرير إلى أن منصة واتساب هي الأكثر شعبية في إيران، إذ يستخدمها 71.1% من مستخدمي الشبكات الاجتماعية، ثم منصة إنستغرام بـ49.4%، فمنصة تليغرام بـ31.6%.

وكان حظر "واتساب" و"إنستغرام" خلال سبتمبر/أيلول 2022 قد دفع بعشرات الآلاف إلى النزوح صوب "تليغرام" المحظورة أيضاً، لأن الوصول إليها أسهل من باقي المنصات، وتشير تقارير إيرانية إلى أن عدد مستخدمي التطبيق في إيران يبلغ حالياً نحو 50 مليون شخص. ويلجأ الإيرانيون إلى برامج فك الحجب والتشفير للوصول إلى جميع المنصات المحظورة، مثل "إنستغرام" و"واتساب" و"إكس" و"فيسبوك" و"يوتيوب"، الأمر الذي زاد من تكاليف إنفاقهم على الإنترنت وحول خدمة في بي أن إلى تجارة رابحة لمقدمي هذه الخدمة في إيران.

المساهمون