تعاني الكلاب المصابة بالخرف من نفس اضطرابات النوم التي يعاني منها البشر المصابون بالخرف. في دراسة نشرت يوم 28 إبريل/ نيسان في مجلة Frontiers in Veterinary Science، أجرى باحثون تخطيطاً كهربائياً لدماغ الكلاب المسنة، لتحديد ما إذا كانت قراءات موجات الدماغ في أثناء النوم مرتبطة بعلامات التدهور الإدراكي. ووجدوا أن الكلاب المصابة بالخرف الأكثر تقدماً عانت من اضطرابات نوم أكثر وفترات نوم أقل بشكل عام من الكلاب ذات الوظائف الإدراكية الطبيعية.
في الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر، تكون الأعراض المبكرة عادة هي الاضطرابات في مستوى النوم. يتضمن ذلك الاستيقاظ في الليل، والبقاء مستيقظاً لفترة أطول، والنعاس في أثناء النهار. يعتقد الباحثون أن هذه التغييرات ناتجة عن تلف المناطق المنظمة للنوم في الدماغ.
شملت الدراسة الكلاب المسنة، ولاحظ العلماء أن الكلاب التي تعاني من أعراض الخلل الإدراكي (CCD) استغرقت وقتاً أطول للنوم وقضاء فترات راحة أقصر. علاوة على ذلك، ارتبطت شدة الخرف بانخفاض كمية نوم حركة العين السريعة (REM)، ما يشير إلى انخفاض احتمالية رؤية الأحلام.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، ناتاشا أولبي، أستاذة طب الأعصاب البيطري وجراحة الأعصاب في جامعة ولاية كارولينا الشمالية في الولايات المتحدة، إن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تقيم العلاقة بين ضعف الإدراك والنوم باستخدام تخطيط النوم، نفس التقنية المستخدمة في دراسات النوم على البشر، في الكلاب المسنة. ويشمل تخطيط النوم تسجيل التغيرات الفيزيائية والحيوية عند المريض في أثناء النوم، بالإضافة إلى تسجيل الموجات الدماغية، ونسبة الأكسجين في الدم، ومعدل ضربات القلب والتنفس وحركة العينين والرئتين في أثناء النوم.
وأوضحت أولبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الخلل الإدراكي عند الكلاب هو اضطراب عصبي يضعف القدرات الإدراكية للكلب وسلوكه وذاكرته. يمكن مقارنة أعراضه وأسبابه الكامنة بأعراض مرض ألزهايمر لدى البشر.
يلاحظ هذا المرض كثيراً في الكلاب الأكبر سناً، إذ تشير الدراسات إلى أن أكثر من نصف الكلاب التي تبلغ أعمارها 11 عاما أو أكثر تظهر عليها علامات التدهور الإدراكي. فحص الباحثون 28 كلباً مسناً تتراوح أعمارها بين 10 و16 عاماً، وهو ما يعادل ما بين 81% و106% من متوسط عمرها، اعتماداً على حجم كل فرد. كان على أصحاب هذه الكلاب ملء استبيان حول كلابهم لتقييم شدة أعراض الخلل الإدراكي، مثل الارتباك وضعف التفاعلات الاجتماعية. أجرى الفريق البحثي سلسلة من الاختبارات المعرفية للكلاب، وقياس انتباهها وذاكرتها. على سبيل المثال، في أحد الاختبارات، كان على الكلاب استرداد مكافأة من أسطوانة أفقية شفافة عن طريق الوصول إليها من طرف واحد. كما أجرى الباحثون أيضا تخطيط النوم في غرفة هادئة مع ضوء خافت وضجيج أبيض (الأصوات التي تجمع كافة الترددات التي يمكن سماعها التي تقع في مجال الطيف الترددي ما بين 20 إلى 20 ألف هرتز) في عيادة النوم. سمح للكلاب بأخذ قيلولة بعد الظهر بشكل عفوي، بينما تقيس الأقطاب الكهربائية نشاط الدماغ والقلب وحركات العين. توقفت القياسات إذا شعرت الكلاب بالقلق أو حاولت المغادرة.
أظهرت الدراسة أن الكلاب التي سجلت درجات أعلى في مستوى الإصابة بالخرف، وكان أداؤها سيئاً في الاختبارات، استغرقت وقتا أطول حتى تتمكن من النوم وقلصت مدة النوم نفسه. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الكلاب ذات الدرجات المنخفضة في الذاكرة تغييرات في مخطط كهربية الدماغ في أثناء نوم حركة العين السريعة.
وأوضحت المؤلفة الرئيسية للدراسة أنه على الرغم من أن النتائج أظهرت أوجه التشابه بين الخرف لدى البشر والخلل الإدراكي لدى الكلاب، فلا يزال من غير المعروف ما إذا كانت هذه التغييرات تحدث في أثناء نوم الكلاب ليلاً بدلاً من قيلولة بعد الظهر. لذلك، تسعى وزملاؤها إلى متابعة الكلاب بمرور الوقت خلال سنواتها العمرية المتقدمة، لتحديد الإشارات المبكرة في أنماط يقظتها في أثناء فترات النوم.