تماماً كحال كل الإنتاجات الفنية، عرفت الساحة الدرامية هذه السنة تراجعاً واضحاً في عدد المسلسلات العربية المعروضة، بسبب استحالة التصوير في ظل تفشي وباء "كوفيد-19". وكانت حصيلة ما عرض على الشاشات ومنصات البث 20 عملاً، تفاوتت نسبة نجاحها.
وفي حصيلة هذا العام عرف بعض الممثلين كيف يحصدون النجاح بينما فشل آخرون في ذلك. لعلّ أبرز المستفيدين من شح الأعمال الدرامية كان الممثل السوري مكسيم خليل، إذ حصد نجاحاً كبيراً بعد أدائه دور إعلامي وصوليّ في مسلسل "أولاد آدم" (سيناريو رامي كوسا، وإخراج الليث حجو). نتابع في العمل قصة البطل بكل تشعباتها ومشاكلها، لينتهي به الحال مسجلاً انتحاره عبر صفحته الخاصة على "فيسبوك".
أما أبرز الخاسرين فقد يكون عابد فهد الذي لعب شخصية "مينا" في مسلسل "الساحر" (سيناريو سلام كسيري وحازم سليمان، إخراج محمد لطفي). العمل الذي عرض في رمضان الماضي بدا ضعيفاً بشكل كبير. وقد أدى الممثل السوري فيه دور البطولة، مجسداً شخصية منسق موسيقي يتحوّل إلى منجّم ويقع في حب سيدة ثرية تعاني من مشاكل مع زوجها الانتهازي. ركاكة الفكرة تضاعفت بعدما توقف التصوير بسبب فيروس كورونا، فانتهى عرض العمل بطريقة مفاجئة بعد 15 حلقة.
على خطّ التراجع أيضاً نذكر باسل خياط الذي لعب دور "يمان/عصمت" في مسلسل "النحات" في رمضان الماضي. رغم أداء الممثل السوري الجيدّ، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لإنجاح العمل وإنقاذه من فخ الملل واللامنطق. علماً ان هذا المسلسل أيضاً عرض على 15 حلقة.
لكن مقابل هذا التراجع، سجّل خياط نجاحاً في مكان آخر، وهو المسلسل القصير "عهد الدم" (سيناريو إياد ابو الشامات، وإخراج كريم الشناوي). وقد شاركته البطولة الممثلة نادين تحسين بك، فلعب شخصية سليم فياض الذي يجد نفسه محاطاً بعصابة تجبره على تنفيذ جرائم بعد حادث سير عرضي.
وسجّل محمود نصر تراجعاً واضحاً بعد مشاركته في مسلسل "دانتيل" إلى جانب سيرين عبد النور. في العمل يعود محمود نصر (يوسف) من الولايات المتحدة ليجد نفسه مديراً لإحدى دور الأزياء الشهيرة في لبنان. لكن القصة تتعقد بعد انتحار والده، تاركاً خلفه الدار غارقة في الديون. من هنا تتعقد القصة وتتفرّع، لتنتهي نهاية سعيدة. كان يمكن للسيناريو أن يحاك بشكل أفضل، إلا أنّ ذلك لم يحصل وهو ما قلّل من نجاح وانتشار المسلسل.
مصرياً، عرف الممثل شريف سلامة كيف يقدّم دوراً بارزاً في مسلسل "أسود فاتح" (سيناريو أمين جمال، وإخراج كريم العدل). فلعب دور سيف خطاب نجل رجل أعمال شهير ينقلب على والده النافذ الثري بعد وفاة شقيقته، ويتواطأ على سجن شقيقته رانيا (هيفا وهبي) في إطار مشوّق. يظهر سلامة بدور العابث والناقم على العائلة والحياة ويلجأ إلى إدمان المخدرات هربًا من محيط كاذب يريد النيل منه.
أما في لبنان، فلم يستفد الممثل خالد القيش كثيراً من الفرصة التي حصل عليها في مسلسل "هند خانم". برودة القصة التي تدور حول شاب يحاول التقرب من أرملة طمعاً بثروته دخلت سريعاً في سياق من الملل، ما أضعف إمكانيات القيش الدرامية وجعلته أسير مشاهد للهواة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
