دعت سبع منظمات حقوقية مصرية، النائب العام لسرعة إخلاء سبيل مؤلف الأغاني، جلال البحيري، بعد دخوله في إضراب عن الطعام، وتوقفه عن تناول أدوية القلب والاكتئاب.
وقالت المنظمات في بيانها: "أبلغت أسرة البحيري، فريق دفاعه بدخوله في إضراب عن الطعام منذ 5 مارس/آذار كما توقف عن تناول أدوية القلب والاكتئاب منذ ذلك الوقت، وما زال مستمرّاً فيه حتى الآن، ممّا يشكل خطراً جسيماً على حياته".
وأضافت: "بناءً على ذلك تقدمت مؤسسة حرية الفكر والتعبير، ببلاغ إلى مكتب النائب العام، نيابةً عن الشاعر جلال البحيري، حمل البلاغ رقم 15196 لسنة 2023، وذلك لفتح تحقيق بشأن إضراب البحيري عن الطعام، وتوقفه عن تناول أدوية القلب والاكتئاب منذ 5 مارس، كما طالبت بسرعة تلقيه الرعاية الصحية المطلوبة بمستشفى السجن، وإخلاء سبيله بعد خمسة أعوام في الحبس دون ارتكاب جريمة".
وتزامن إضراب البحيري عن الطعام، مع بدء عامه السادس في السجن دون ارتكاب جريمة، على خلفية تعبيره عن رأيه. وقالت المنظمات إنّ استمرار حبس البحيري "يمثل انتهاكاً دستورياً للمواد رقم (65، 70، 71)، والتي شدّدت على حق المواطنين في حرية التعبير، وعدم جواز تطبيق عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي تُرتَكب عن طريق النشر والعلانية، وخاصةً المتعلقة بحرية التعبير".
وأُلقي القبض على البحيري في 3 مارس 2018، وأُدرج في قضيتين، الأولى هي القضية رقم 480 لسنة 2018، وأُخلى سبيله بتدابير احترازية في تلك القضية في 17 أبريل/ نيسان 2019.
والقضية الثانية أحيلت إلى محكمة عسكرية، وأمرت بحبسه ثلاثة أعوام، أنهاها البحيري في 31 يوليو/ تموز 2021، ولكن وزارة الداخلية امتنعت عن تنفيذ إجراءات إطلاق سراحه، وظل محتجزاً بشكل غير قانوني. ثمّ حققت معه نيابة أمن الدولة العليا في قضية جديدة رقم 2000 لسنة 2021، وهي القضية التي لا يزال محبوساً احتياطياً على ذمتها حتى الآن، وباتهامات مشابهة.
وفي هذا السياق، طالبت المنظمات، بنقله إلى مستشفى السجن لتلقي العلاج المناسب على وجه السرعة، كما طالبت النائب العام وأعضاء لجنة العفو الرئاسي بسرعة التدخل لإخلاء سبيل الشاعر جلال البحيري حفاظاً على حياته وسلامته.
ووقّعت على البيان 7 منظّمات هي: مؤسسة حرية الفكر والتعبير، والجبهة المصرية لحقوق الإنسان، ومركز النديم، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والمفوضية المصرية للحقوق والحريات، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، و"كومتي فور جستس".
وكان قد ألقي القبض على الشاعر جلال البحيري، كاتب أغنية "بلحة" للمغني المصري رامي عصام، يوم 3 مارس 2018، ولم يتمكن أهله أو محاميه من التواصل معه أو التوصُّل إلى أي معلومات عن مكان احتجازه والاتهامات التي يواجهها إلى أن مثل أمام نيابة أمن الدولة بتاريخ 10 مارس 2018، وقد ظهرت عليه علامات تعذيب وضرب مبرح، الأمر الذي استدعى أن تأمر نيابة أمن الدولة بتوقيع الكشف الطبي عليه بمعرفة مصلحة الطب الشرعي.
وجرى التحقيق مع جلال بسبب كلمات أغنية "بلحة"، بالإضافة إلى آخر ديوان شعري له (نشر في بداية عام 2018)، ووجهت له اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وازدراء الدين وإهانة المؤسسة العسكرية. كما أصدرت نيابة أمن الدولة قراراً بضبط وإحضار رامي عصام على خلفية ذات القضية.