فجأة عاد زافين قيومجيان ليحتلّ صدارة الصحافة الفنية. ملايين المشاهدين تابعوا "اللحظة"
الجديدة التي أضافها إلى سجلّه الحافل بلحظات لا ينساها التلفزيون: مراهق "لبط" والدته أمام الكاميرات، وحاول ضربها لولا تدخّل زافين.
وبعد سنتين على "إقفال السيرة" بإنهاء برنامج "سيرة وانفتحت"، عادت الأضواء لتتسلّط على البرنامج الذي جعل زافين في العام 2005 واحداً من الشخصيات الـ43 الأكثر تأثيراً في العالم العربي، بحسب مجلة "نيوزويك" الأميركية.
زافين يغوص في الموسم الثاني من برنامجه الجديد "عالأكيد". وقد كانت أرقامه على Youtube متواضعة. لكنّ هذه الحلقة في 31 مارس / آذار الفائت غيّرت كلّ شيء وأعادت زافين إلى رأس لائحة البرامج الأكثر مشاهدة في لبنان. وبات الآلاف يتابعون كلّ حلقة من "عالأكيد" على Youtube.
التقيناه في استديو "عالأكيد". كالعادة رأسه مليء بالأفكار الجديدة. يقرأ "تسليط الأضواء" على "سيرة وانفتحت" على أنّه "نوستالجيا إلى برنامج انتهى وصار ورائي، لأنّ الناس تتذكر ما انتهى بحنين، هم أنفسهم الذين كانوا يقولون إنّه آن أوان التغيير وإيقاف البرنامج". ويبدو حائراً: "قد يعود البرنامج، لكن بطريقة حديثة بالتأكيد وبشكل ومضمون جديدين، وقد لا يعود".
ويكمل زافين شارحاً أنّ "الحنين إلى "سيرة وانفتحت" سببه أنّه بعد سنتين من انتهائه لم يجد اللبنانيون برنامجاً اجتماعياً رصيناً يعالج مشكلاتهم. والبرامج الموجودة حالياً تعتمد على الفضائح والإثارة. لم يكن "سيرة وانفتحت" بعيداً عن الإثارة، لكنّه كان يعتمد على قصّة موجودة وعلى نقاش جديّ".
يفكّر أيضاً في "برنامج تلفزيوني يتابع الربيع العربي ويقرأه من زاوية لم يتناولها أحد بعد، وهي طرح أسئلة ماذا تفكّر النخب المتوسّطة، التي ليست على وسائل التواصل الاجتماعي والميديا البديلة، وليست في الشارع ولا في السلطة".
برأيه أنّ "باسم يوسف انتهى بانتهاء تجربة الإخوان المسلمين في الحكم". هذا لأنّ "قوّة باسم يوسف وما صنعه على ما هو عليه أنّه أوّل إعلامي يسخر من رئيس الجمهورية على الهواء. وانتهت التجربة. ربما كان الإخوان أكثر ديومقراطية من الموجودين حالياً". ويضيف بعد تفكير: "خسر كثيراً باسم يوسف لأنّه لم يعد على شاشة مصرية بل على شاشة خليجية. هذا يفقده صدقيته".
زافين واحد من إعلاميين قلائل جداً ما زالوا على الشاشة، أسبوعياً، منذ 25 عاماً تقريباً. من تلفزيون لبنان إلى تلفزيون المستقبل، ومن البرامج السياسية إلى الاجتماعية، ومن "سيرة وانفتحت"، البرنامج الاجتماعي الأطول عمراً في تاريخ التلفزيون العربي، لـ13 عاماً، إلى برنامج "عالأكيد" حالياً، الذي بدأ عرض نسخته الخليجية قبل أسابيع.
زافين دائم المشاريع. حالياً يعمل على كتاب يروي تاريخ التلفزيون اللبناني، والمجتمع اللبناني استطراداً، خلال نصف قرن. كتاب أمضى السنوات الخمس الأخيرة يعمل على أرشيفه وعلى كتابته وإعادة كتابته مرّة بعد مرّة: "وهو بات جاهزاً للنشر وسيكون قريباً في متناول الجميع في لبنان والعالم العربي".
زافين بعدما عاشر التلفزيون اللبناني وبات نجماً عربياً لأكثر من 25 عاماً، ها هو يكتب تاريخ التلفزيون ويؤرشف ستين عاماً من الصوت والصورة.