ساحة حافظ الأسد في حلب تحولت إلى "سوق البسطاء"

18 ديسمبر 2024
ساحة "الأحرار" في حلب، 18 ديسمبر 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تحول ساحة "الرئيس حافظ الأسد" في حلب إلى ساحة "الأحرار" يعكس بداية عهد جديد في سوريا، حيث أزيل تمثال الأسد الأب، مما يرمز إلى نهاية حقبة من القمع والحرمان.

- الساحة أصبحت سوقًا شعبيًا يعج بالحياة، حيث يبيع الباعة منتجات متنوعة في أجواء من الفرح والحرية، بعد سنوات من الخوف والقيود الأمنية التي فرضها نظام الأسد.

- المواطنون في حلب يتطلعون بتفاؤل إلى مستقبل سوريا كدولة عصرية تضمن الكرامة والعيش الكريم، رغم التحديات المستمرة مثل انقطاع الكهرباء والمياه.

تحوّلت ساحة "الرئيس حافظ الأسد"، التي تتوسط مدينة حلب السورية، إلى ساحة "الأحرار"، بعد إزالة تمثال نُصب للأسد الأب، الذي حكم سورية نحو 30 عاماً، ثم ورثه ابنه بشار عام 2000، ليفر خارج البلاد، يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وتدخلها قوات إدارة العمليات العسكرية، التي قادت عملية "ردع العدوان"، لتبدأ سورية عهداً جديداً لبناء دولة لكل السوريين الطامحين إلى جمهورية تحقق العدالة وحقوق الإنسان.

من يقترب من الساحة، وسط النهار، يرى حشوداً من الناس، يخال أنهم في عرس، ألوان وأشكال، نساء ورجال وحتى أطفال مع ذويهم، ويسمع أصواتاً متداخلة، تقترب أكثر لتكتشف أن الساحة تحوّلت إلى سوق شعبي في الهواء الطلق، "سوق البسطاء" كما سماه أحد الباعة. بائعون يفرشون بسطات على الأرض، تعرض منتجات متنوعة، بعضها جديد ومعظمها قديم لملبوسات وخردوات، ومواد غذائية من بسكويت وحلويات، ومستلزمات المطبخ من كؤوس وفناجين قهوة ومعدات طعام، حتى بائعو الفلافل والذرة "بليلة"، وينادي البائعون "تعال ثلاثة بمية"، بأصواتهم واستعانوا بمكبرات صوت.

رغم فوضوية المشهد، واختلاط الحابل بالنابل، تستشف من أعين المارة والبائعين نشوة الفرح، وحسب إحدى الحلبيات، ميادة عنجريني، هذا "فرح بقدوم عهد جديد، ورحيل سلطة لم نَرَ منها، طيلة ربع قرن، إلا المذلة، والحرمان والتجويع". وأضافت: "نخرج كل يوم إلى ساحات حلب وحدائقها وشوارعها، نتذوق طعم الحرية". وقالت لـ"العربي الجديد" إنه "قبل سقوط نظام الأسد، لم نكن نأمن على أرواحنا عند خروجنا من المنزل للضرورة، ومع انتشار حواجز الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري، وحواجز أجهزة الأمن الكثيرة، يزداد الخوف والرعب". وأوضحت أنه "منذ اليوم الأول لتحرير حلب مطلع هذا الشهر، تغيرت الأحوال، وعاد الأمان وذهبت دولة الرعب"، ولفتت إلى أنها لم تكن تجرؤ على المرور من هذه الساحة، وتحول طريقها، رغم موقعها الاستراتيجي وسط المدينة.

موسيقى
التحديثات الحية

قال بائع الملبوسات والأحذية، محمد هاني الجبلاق، إنه كان إذا أراد أن يفرش بسطته قرب "باب جنين"، تُطلَب منه أتاوات مقابل ذلك، ورغم الدفع، غالباً ما تصادَر بضاعته عبر شرطة البلدية، وأحياناً دوريات أمنية. وأشار أيضاً إلى أنه لم يكن يفكر على الإطلاق أن يأتي اليوم الذي يقف فيه في ساحة "الرئيس" ويعرض بضاعته، وأضاف: "أصبحت بعد رحيل نظام الأسد ساحة الأحرار".

وصرح مواطنون في حلب لـ"العربي الجديد" بأنهم يتطلّعون إلى المستقبل بتفاؤل جمّ، ويرون في سورية المستقبل دولة عصرية تحفظ كرامة المواطن، وتضمن له عيشاً كريماً، من دون محسوبيات أو تجاوزات على الأنظمة والقوانين، ويأملون بعودة الكهرباء ومياه الشرب التي تنقطع عن بيوتهم لساعات طويلة، ويدركون أن الأمر يحتاج للوقت، ولديهم القدرة على التحمل.

المساهمون