وجد السوداني عثمان صالح صعوبة في حماية أسرته خلال القتال العنيف المستمر في الخرطوم منذ أيام، لكنه لا يزال يكافح لإطعام الأسود والحيوانات البرية الأخرى في محمية يديرها.
قال عثمان صالح خلال مقابلة مصورة معه من محمية الباقير جنوب شرقي الخرطوم لـ"رويترز": "نكافح من ناحية لإطعام عائلتنا وأطفالنا والمقربين لنا، وفي الوقت نفسه لا يمكننا التخلي عن المسؤولية تجاه الحيوانات التي عملنا بجد لإنقاذها والاعتناء بها".
وأجبر إطلاق النار والقصف والضربات الجوية بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية السكان على لزوم منازلهم، أو الفرار من المدينة التي انهارت فيها الخدمات الأساسية وصارت تشهد نقصاً مقلقاً في الغذاء. ومنذ اندلاع الاشتباكات في 15 إبريل/ نيسان، غادر عشرات الآلاف إلى بلدان مجاورة رغم الضبابية التي تكتنف الأوضاع هناك.
وقال صالح الذي يسافر 15 كيلومتراً حتى ضواحي الخرطوم لرعاية وإطعام أكثر من 200 حيوان من بينها 25 أسداً و6 ضباع: "ليس لدينا إمدادات ولا وقود ولا كهرباء ولا ماء". وأضاف: "نخاطر بحياتنا كل يوم في محاولة للوصول إلى المحمية، وإن لم يكن كل يوم، فكل يومين".
وشدد على أن "الخطر الأكبر في الوقت الحالي هو أنه إذا استمر شعور هذه الحيوانات بالضيق وعدم الارتياح، فقد تحاول الهرب"، مشيرا إلى أن النظام الكهربائي الذي يؤمن الحظائر لا يعمل من دون كهرباء.
🔴 تحديات كتيرة 🤕
— Sudan Animal Rescue حديقة السودان للحياة البرية (@SudAnimalRescue) April 23, 2023
درجة الحرارة 45⁰c سخانة شديدة و اكبر مشكلة عندنا الموية و الكهرباء. كل الشغل باليد.https://t.co/7MdGRcFmr6 pic.twitter.com/LKWxIRSk15
تعرض فريق صالح للرصاص الحي في الأيام الأولى من القتال، وأصابت القذائف مناطق في المحمية من بينها حظيرة الأسود، كما يزيد انتشار أعمال النهب من مخاوفه. "نحن قلقون جداً. نحن خائفون جداً... كل شخص يقاتل بمفرده الآن من أجل بقائه على قيد الحياة"، قال صالح.
تمكن صالح حتى الآن من تحقيق التوازن بين الحفاظ على سلامة عائلته وسلامة الحيوانات، لكنه لا يعرف إلى متى يمكنه القيام بذلك. لكنه بالنسبة له "خيار صعب للغاية"، فكل يوم عليه وفريقه أن يخرجوا للاعتناء بالحيوانات، ولكن من دون أن يعرفوا "ما إذا كنا سنستطيع العودة أم لا".
(رويترز)