استمع إلى الملخص
- رغم عدم تطويرها للأسلحة، تثير الشركة مخاوف بشأن استخدام الطائرات المسيرة في عمليات عسكرية دون تدخل بشري، مما دفع الخبراء والسياسيين للمطالبة بتنظيم صارم.
- تمتلك "فاكولتي إيه آي" خبرة عشر سنوات في سلامة الذكاء الاصطناعي، وتؤكد التزامها بسياسات أخلاقية صارمة لضمان تطبيقات آمنة ومُستدامة.
عُرفت شركة فاكولتي إيه أي البريطانية بتعاونها مع الحكومة حول سلامة الذكاء الاصطناعي، وكذلك مع هيئة الصحة الوطنية ووزارة التعليم، لكن الإعلان عن مشاركتها في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي للطائرات المسيرة أثار انتقادات عديدة، بحسب ما نشرته صحيفة ذا غارديان، الثلاثاء.
وسبق أن عملت "فاكولتي إيه آي" مع الحكومة البريطانية في عددٍ من المشاريع السابقة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وبرزت كإحدى الشركات الأكثر حيويةً في مجال بيع خدمات الذكاء الاصطناعي في البلاد. مع العلم أنها على العكس من شركت أخرى، مثل أوبن إيه أي وديبمايند وأنثروبيك، لا تطوّر نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بل تركّز بدلاً من ذلك على إعادة بيع النماذج التي تنتجها شركات أخرى.
اكتسبت الشركة شهرةً خاصّةً في بريطانيا بعد العمل على تحليل بيانات حملة المؤيدين لمغادرة الاتحاد الأوروبي قبل التصويت على "بريكست" في عام 2019. لاحقاً، حصلت على عقد حكومي خلال فترة جائحة كوفيد-19 في فترة تولّي بوريس جونسون رئاسة الوزراء. كذلك تعمل مع معهد سلامة الذكاء الاصطناعي الذي أسسته الحكومة عام 2023 في عهد رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك.
أما اليوم، فتتعاون "فاكولتي إيه آي" مع شركة هاديان الناشئة، ومقرها لندن، على تطوير ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي للطائرات المسيرة، بما يشمل أدوات مثل تحديد هوية الأشخاص وتتبع الحركة.
بحسب "ذا غارديان"، لا تعمل الشركة على تطوير الأسلحة الخاصة بالطائرات المسيرة، لكنّها في الوقت نفسه تجنّبت الردّ على أسئلة حول إن كانت تعمل على تطوير طائرات عسكرية مسيرة تستخدم لتنفيذ عمليات قصف أو استهداف، بحجة سرية الاتفاقات.
وقال متحدث باسم "فاكولتي إيه آي": "نحن نُساعد في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي جديدة من شأنها أن تساعد شركائنا الدفاعيين على ابتكار حلول أكثر أماناً ومتانة"، مؤكداً أن الشركة لديها "سياسات أخلاقية صارمة وعمليات داخلية".
ولفت المتحدث إلى أن الشركة تملك خبرة تمتد لعشر سنوات في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن ذلك هو السبب خلف حصول الشركة على "ثقة الحكومات ومطوّري النماذج لضمان سلامة الذكاء الاصطناعي، وعملاء الدفاع لتطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي للمساعدة في الحفاظ على سلامة المواطنين".
وكانت آثار إدخال الذكاء الاصطناعي إلى الطائرات المسيرة العسكرية موضع نقاش في بريطانيا مؤخراً، خاصةً بعد أن أدّت التطورات الأخيرة في هذا المجال إلى ظهور مخاوف حول إمكانية استخدام الطائرات المسيرة في تتبع الأهداف والقضاء عليها من دون تدخل بشري.
وحذر العديد من الخبراء والسياسيين البريطانيين من إدخال المزيد من تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى الجيش. في عام 2023، دعت لجنة مجلس اللوردات الحكومة إلى وضع معاهدة أو اتفاقية غير ملزمة لضمان أن يحكم القانون الإنساني الدولي استخدام الطائرات بدون طيار القاتلة. كذلك دعا حزب الخضر في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى سن قوانين لحظر أنظمة الأسلحة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.