تستمد أعمال المؤلف الموسيقي وعازف البيانو والمغني، فرج سليمان، مواضيعها من يومياته كفلسطيني و"كإنسان" يتشارك مشاكله مع الآخرين في العالم، وهي استطاعت بتنوّع ألحانها وإيقاعاتها جذب جمهور عربي "من المسنين إلى الأطفال"، بحسب ما قاله لوكالة "فرانس برس" في لبنان، قبل حفلة له مساء الجمعة في ضواحي بيروت.
أمام جمهور قدّر المنظّمون عدد أفراده بنحو أربعة آلاف، يؤدي فرج سليمان (39 عاماً) مجموعة من أغنياته القديمة والجديدة ومعزوفاته في قاعة للحفلات بالضاحية الشمالية لبيروت، في أوّل حفلة له في لبنان.
فسليمان الذي يغنّي باللهجة الفلسطينية نصوصاً من تأليف الكاتب الشاب مجد كيال، استقطب جمهوراً في لبنان كما في دول عربية أخرى.
ويقول سليمان لوكالة "فرانس برس": "نجحتُ في أن أصل إلى جمهور واسع. والجمهور يفهم قصتنا من خلال اللهجة، نحن نحكي قصتنا بشكل عفوي، بلهجتنا وبموسيقانا (...) نقدم أنفسنا للناس بشكل بسيط وصادق وواضح".
في نظر سليمان، فإن "الصدق هو سر نجاح الأغنية، أي أن يقدّم الفنان ما يشبهه من دون ادّعاء".
وأضاف: "أغنياتي ملتزمة بقصتنا، وقصتنا ليست فقط قصة القضية الفلسطينية. هي قصتي كإنسان على الصعيد اليومي، لدي مشاكلي التي أشاركها مع أي انسان في العالم. ولدي مشاكلي كإنسان فلسطيني".
فألبوم سليمان الغنائي الثاني، "أحلى من برلين"، الذي وضع كيال كلماته، يتناول مثلاً مدينة حيفا، لكن "من يسمعه يشعر أنه يحكي عن أي مدينة عربية (...) إنه يتطرق إلى قصصنا وحاراتنا وقضيتنا"، على ما يوضح.
ويتمحور ألبومه الأخير "جبنا للولد بيانو" حول العائلة والبيت. ويقول المغني المتحدر من بلدة الرامة في الجليل: "هدفي أن أغني لكل الناس وجمهورنا متنوع"، لافتاً إلى أن حفلاته تستقطب متفرجين من "كل الأعمار، من المسنين إلى الأطفال".
"الملكة"
يتضمن الألبوم نفسه أغنية طويلة بعنوان "الملكة" تبلغ مدتها 13 دقيقة، تتناول بطريقة فكاهية السياسة البريطانية تجاه الفلسطينيين، من خلال شخصيَتَي والدَي مجد، انطلاقاً من حادثة مقتل الأميرة ديانا. واعتمد فيها الملحّن المتأثر بالألحان الشرقية والجاز التنوع في الإيقاع والأنماط الموسيقية.
ويلاحظ سليمان أنّ "موضوع أغنية الملكة يستحق التوسع"، معتبراً أنها "بتنوع أنماطها الموسيقية" تشبه أغنية "بوهيميان رابسودي" لفرقة كوين البريطانية.
ويقول: "يستهويني العمل على أنماط مختلفة فيها قدر كبير من الطابع المسرحي والسينمائي".
وبدت "الملكة" أشبه بمسرحية غنائية تروي قصة مغنّاة. ويؤكد الموسيقي الذي يعيش بين باريس وحيفا أنه يحب المسرح، وينجذب إلى الغنائي منه.
"تشابه كبير"
بعد ثلاثة ألبومات موسيقية كان أولها في عام 2014 "تسجيل دخول"، دخل سليمان الغناء عبر ألبوم "البيت الثاني" الذي صدر عام 2019 وضم ثماني أغنيات من كتابة مجموعة من المؤلفين. وإثر هذه التجربة، شكّل ثنائياً مع مجد كيال. ويؤكد أنّ بينه وبين شريكه "تشابهاً كبيراً في النظرة إلى أمور الحياة".
ويحاكي "قلبي غابة"، كما ألبوم "فهيم" الذي تلاه، ذكاء الطفل، ويواكبان تساؤلاته وانشغالاته.
ويشرح سليمان أن إصداره ألبومين للأطفال يعود إلى أن "عالم الصغار مسلّ جداً بقصصه ومواده الجميلة، والعمل مع الأطفال ممتع".
أمّا السبب الثاني فهو أن "هذا العالم فقير، إذ تنقصه مواد جيدة ولا يتابعه الموسيقيون الجديون". ويلاحظ أن "هذا الإهمال يدفع شركات الإنتاج إلى أن تقدّم موادّ سخيفة جداً وهابطة".
وفي لبنان، استبق سليمان الحفلة بالعمل مع المخرج فايز بو خاطر على إنجاز أغنية مصوّرة، ويطلق ألبوماً في 29 سبتمبر/ أيلول المقبل يتضمن مقطوعات جاز.
(فرانس برس)