تجاورت النساء الفلسطينيات لعرض مشغولاتهن اليدوية، ضمن معرض "تراثنا هويتنا 2023" الذي أقامته وزارة السياحة والآثار الاثنين، بالمشاركة مع الهيئة الفلسطينية للثقافة والفنون والتراث، بمناسبة يوم الزي الفلسطيني.
وتكامل بهاء مشهد عرض المشغولات اليدوية التراثية والمشغولات السياحية الحرفية مع الأجواء التاريخية لمتحف قصر الباشا التاريخي الذي يعود للعهد المملوكي، ويُعتبر النموذج الوحيد المتبقّي للقصور الأثرية، ما يُعطي للمشغولات والقِطع المُطرزة قيمة تُراثية أعلى.
ويشتمل المعرض على مختلف المشغولات اليدوية، والمأكولات التقليدية الفلسطينية، والتطريز الفلاحي، كما يضم زوايا للنحت على الزجاج والخشب والحجر، وزوايا للعطور والبخور، بالإضافة إلى المستلزمات المنزلية والمطبخية.
وكان للزهور ومختلف الشتول ونباتات الزينة نصيب من زوايا المعرض، إلى جانب زوايا الحُلي النسائية والأكسسوارات المتنوعة، والتحف والقطع الفنية المصنوعة من الكريستال والخزف، وإلى جانبها التحف المعدنية والخشبية والمُعلقات ذات المضامين الوطنية الفلسطينية.
وقالت المُشارِكة سماح دلول إنها طورت عملها في المشغولات حتى أسست مشروعها الخاص الذي تدمج فيه "تفاصيل وملامح التراث الفلسطيني الأصيل".
وعن ميزة مشاركتها في المعرض، أوضحت دلول، لـ"العربي الجديد"، أنها تحاول ترويج الأدوات ذات العلاقة بالتراث الفلسطيني لجمالها أولاً، وبهدف تعميم ثقافة حب التراث وضرورة وجوده في كل بيت حتى "يرسخ في أذهان الأجيال المقبلة".
أما الفلسطينية ياسمين المسلمي فقد تضمنت زاويتها في المعرض الرسم على الزجاج والأدوات المنزلية، إلى جانب الرسم على الخشب، فيما زينت مشغولاتها بعبارات التهنئة، والرسومات الفنية، والوطنية المتنوعة.
وقالت المسلمي، لـ"العربي الجديد"، إن مشاركتها "تحمل أكثر من معنى": الأول هو تعميم ثقافة التراث الفلسطيني خاصة أن المعرض يتزامن مع يوم الزي الفلسطيني، والثاني هو الاهتمام بمختلف زوايا التراث في ظل المحاولات الإسرائيلية المتواصلة لسرقته والاستيلاء عليه.
وكان لصناعة الشموع بقوالب من الجبس زاوية منفصلة، شاركت فيها الفلسطينية هبة الحداد التي شرحت لـ"العربي الجديد" أن صناعتها تمر بعدد من الخطوات، تبدأ بصناعة قوالب الجبس، ثم إضافة مادة الشمع، ما يُعطي المنتج النهائي قيمة إضافية.
وشددت الحداد على أهمية المعارض الفنية التي تعنى بالتراث الفلسطيني، والذي يُعبر عن "الثقافة، والهوية، والتاريخ الفلسطيني"، ودعت إلى ضرورة الاهتمام بالتراث في مختلف المجالات، وتطعيم الأنشطة والفعاليات بملامحه الأصيلة.
من جهة ثانية، أشارت المرشدة السياحية ناريمان خلة التي تعمل داخل متحف قصر الباشا إلى أن المعرض واكب "ذكرى الزي الفلسطيني" الذي يصادف الخامس والعشرين من يوليو/ تموز، بهدف إبراز التراث الفلسطيني سواء محليا أو دوليا.
وبينت خلة، لـ"العربي الجديد"، أن الأنشطة ذات الطابع التراثي المُطعّم بالنكهة الأثرية "تعزز الهوية الفلسطينية" التي تجمع ما بين أفراد الشعب والأمة بـ "تاريخها العميق وماضيها المجيد، وثقافتها التي يعبر عنها التراث، بما يحتوي من رموز معبرة عن آلام الشعب وأدوات مشحونة بالمعاني والعواطف".
ويرجع الهدف من تنظيم المعارض، وفق حديث خلة، إلى إحياء التراث الفلسطيني من خلال الزوايا التراثية المتعددة التي حرصت النساء على إبراز جوانب مختلفة منها.