هل يشعرك منظر دم الأضحية بالإغماء أو التوتر أو الغثيان في معدتك؟ ربما كان هذا سببه فوبيا الدم، التي تسمى علمياً الهيموفوبيا.
وصحيح أن كثيراً من الناس قد يشعرون بعدم الارتياح تجاه الدم من وقت لآخر، لكن المصابين بالهيموفوبيا يعانون من خوف شديد من رؤية الدم، أو إجراء فحوصات أو حقن تتعلق بالدم.
ويمكن أن يكون لهذا الرهاب تأثير خطير في الحياة، خصوصاً إذا أدى إلى تجنب الفحوصات والعلاجات الطبية، كما يؤكد موقع هيلث لاين الطبي.
ما أعراض فوبيا الدم؟
قد تظهر أعراض الهيموفوبيا عند رؤية الدم في الحياة الواقعية أو على شاشة التلفزيون. قد يشعر بعض الأشخاص بأعراض بعد التفكير في الدم أو بعض الإجراءات الطبية، مثل فحص الدم.
قد تشمل الأعراض الجسدية الناتجة من هذا الرهاب ما يأتي:
- صعوبة في التنفس
- سرعة دقات القلب
- ضيق أو ألم في الصدر
- ارتجاف
- دوار
- شعور بالغثيان قرب الدم أو عند الإصابة
- ومضات ساخنة أو باردة
- تعرق.
قد تشمل الأعراض العاطفية للهيموفوبيا:
- مشاعر شديدة من القلق أو الذعر
- حاجة ماسة للهروب من المواقف التي يحضر فيها الدم
- الانفصال عن الذات أو الشعور بـ"غير الواقعية"
- الشعور بفقدان السيطرة
- الشعور وكأنك قد تموت أو يغمى عليك
- الشعور بالعجز أمام خوفك.
وما يميز الهيموفوبيا أنه يسبب انخفاضاً في معدل نبضات القلب وضغط الدم عند رؤية الدم، وهو ما قد يسبب الدوار أو الإغماء، وهذا ليس شائعاً مع أنواع الرهاب الأخرى.
رهاب الدم عند الأطفال
يعاني الأطفال من أعراض الرهاب بطرق مختلفة، وقد تشمل:
- نوبات الغضب
- التشبث بالآخرين
- البكاء
- الاختفاء
- رفض ترك الطبيب أو الممرض عند وجود الدم.
أسباب فوبيا الدم
يقدر الباحثون أن ما بين 3 و4 في المائة من السكان يعانون من رهاب الدم. غالباً ما يظهر الرهاب في مرحلة الطفولة، بين سنّ 10 و13 عاماً.
قد يحدث رهاب الهيموفوبيا أيضاً بالاشتراك مع اضطرابات نفسية عصبية أخرى، مثل رهاب الخلاء، ورهاب الحيوانات، واضطراب الهلع.
وبعض الناس أكثر عرضة للإصابة بالفوبيا من غيرهم. قد يكون هناك رابط جيني، أو قد يكون المصاب حساساً أو عاطفياً بطبيعته.
وقد يتعلم الصغير هذا الخوف المرضي من الكبار. إذا رأى الطفل أن والدته تخشى الدم، فقد يصاب برهاب الدم أيضاً.
وقد يصاب بعض الأشخاص بفوبيا الدم لأنهم عاشوا في بيئة حيث الآباء مفرطون في الحماية.
وقد تؤدي الأحداث الصادمة أو الموتّرة أو المؤلمة إلى الرهاب. فوبيا الدم قد يكون مرتبطاً بالبقاء في المستشفى أو الإصابات الخطيرة التي تنطوي على الدم.
خبر سعيد: التشخيص يُجرى من دون معدّات طبية
عند الشك في إصابتك عليك بزيارة طبيبك. الخبر الجيد أن التشخيص لن يشمل الإبر أو المعدات الطبية. فقط تحدّث مع طبيبك في الأعراض. يمكن تقديم التاريخ الصحي لك ولعائلتك لمساعدة طبيبك في إجراء التشخيص.
وقبل الزيارة عليك كتابة أي أفكار أو أعراض لديك، بالإضافة إلى أي أسئلة أو مخاوف لمعالجتها خلال لقاء الطبيب.
ما علاج فوبيا الدم؟
قد تسبب الهيموفوبيا تجنب مواعيد الطبيب أو العلاجات أو الإجراءات الأخرى، لذلك قد يكون العلاج بالغ الأهمية لصحتك وسلامتك.
قد تشمل خيارات العلاج ما يأتي:
العلاج بالتعرّض
يساعد المعالج المصاب على الانخراط في تمارين التخيل أو التعامل مع الخوف من الدم وجهاً لوجه. تمزج بعض علاجات التعرض هذه الأساليب. يمكن أن تكون فعّالة جداً وتنجح في جلسة واحدة.
العلاج المعرفي
استبدال القلق بأفكار "واقعية" عما قد يحدث بالفعل في أثناء الاختبارات أو الإصابات التي تنطوي على الدم.
الاسترخاء
التنفس العميق وممارسة اليوغا قد يساعدان في علاج الرهاب، من خلال نزع فتيل التوتر وتخفيف الأعراض الجسدية.
التوتر التطبيقي
يعالج التوتر التطبيقي آثار الإغماء الناتجة من الهيموفوبيا. تكمن الفكرة في شد عضلات الذراعين والجذع والساقين لفترات زمنية محددة عند التعرض للدم حتى يشعر الوجه بالاحمرار. تمكن المشاركون الذين جربوا هذه التقنية من مشاهدة مقطع فيديو مدته نصف ساعة لعملية جراحية من دون إغماء.
الدواء
في الحالات الشديدة، قد يكون الدواء ضرورياً. ومع ذلك، فهو ليس دائماً علاجاً مناسباً لأنواع معينة من الرهاب. هناك حاجة إلى مزيد من البحث، ولكنه خيار يمكن مناقشته مع الطبيب.