أمرت قاضية أميركية شركة "آبل"، أمس الجمعة، بإرخاء قبضتها على نظام الدفع في متجرها للتطبيقات "آب ستور"، وهي ضربة لعملاق التكنولوجيا الأميركية، في معركته القضائية ضد شركة "إيبيك غيمز" التي تتهمه بالاحتكار.
لن يُسمح لشركة "آبل" بعد الآن بإجبار المطورين على استخدام أداة المبيعات الخاضعة للرقابة الصارمة، وهي خطوة طالما طالب بها منتجو التطبيقات، بسبب العمولات الضخمة التي تصل إلى 30 في المائة المفروضة على المشتريات.
يمكن أن يكون للحكم عواقب بعيدة المدى على الاقتصاد الرقمي، لكن القاضية إيفون غونزاليس روجرز حكمت أن "إيبيك غيمز" لم تثبت صحة مزاعمها الموجهة إلى "آبل" بالاحتكار غير القانوني. وشددت "آبل" على هذا الجزء من الحكم، معتبرة أنه "انتصار كبير" لها.
أما "إيبيك غيمز"، فوصفت الحكم بأنه خسارة أساسية لمطوري التطبيقات الذين يعتمدون على "آب ستور" في صناعة ألعاب الهاتف المحمول التي تقدَّر بمليارات الدولارات، وللمستهلكين. وغرد الرئيس التنفيذي للشركة: "سنواصل القتال". وأكد متحدث باسم الشركة لاحقاً، لوكالة "فرانس برس"، أن "إيبيك غيمز" ستستأنف الحكم.
ينص الأمر الصادر يوم الجمعة على أن شركة "آبل" غير مسموح لها بمنع المطورين من تضمين تطبيقاتهم "روابط خارجية أو غيرها من الدعوات للعمل التي توجه العملاء إلى آليات الشراء".
وكتبت القاضية "تتمتع (آبل) بحصة سوقية كبيرة تزيد على 55 في المائة وهامش ربح عال بشكل غير عادي... النجاح ليس غير قانوني. فشلت (إيبيك غيمز) في إثبات أن (آبل) محتكر غير قانوني". ومع ذلك، أشار القرار إلى أن "آبل" انتهكت قوانين كاليفورنيا ضد المنافسة غير العادلة.
وتدور المعركة بين الجانبين حول نسبة العمولة البالغة 30 في المائة التي تقتطعها "آبل" من إيرادات الشركات التي تعرض تطبيقاتها في متجر "آب ستور"، لمستخدمي هواتف "آيفون" وأجهزة "آي باد" اللوحية.
وترى "إيبيك غايمز" أن هذه العمولة مرتفعة، وحاولت في الفترة الأخيرة الالتفاف على نظام الدفع المدمج في نظام تشغيل "آي أو إس" التابع لـ"آبل"، لكن المجموعة الأميركية العملاقة سارعت إلى سحب لعبة "فورتنايت" من متجرها الإلكتروني.
والأسبوع الماضي، أعلنت "آبل" أنها ستسمح لبعض المطوّرين بأن يضيفوا إلى تطبيقاتهم رابطاً إلى موقعهم، كي يتفادوا المرور بنظامها للدفع الذي يقتطع منهم عادة عمولة تراوح بين 15 و30 في المائة. وأيّاً يكن، فإن التدابير التي أُعلنَت تبقى بسيطة على الصعيد الاقتصادي، وهي لا تهدّد بتاتاً نظام "آبل" الاقتصادي التي جنت من متجر "آب ستور" عائدات قيمتها 72 مليار دولار أميركي سنة 2020، وفق مجموعة "سينسور تاوير".