علّقت قاضية في كاليفورنيا موقتاً قراراً للإدارة الأميركية يقضي بمنع تنزيل تطبيق "وي تشات"، قبل ساعات من موعد دخول التدبير حيّز التنفيذ، وذلك في خضم صراع تكنولوجي وتجسسي بين واشنطن وبكين.
وكانت إدارة ترامب قد أمرت بحظر تنزيل كل من منصة المراسلة "وي تشات" وتطبيق تسجيلات الفيديو القصيرة الرائج "تيك توك"، المملوكين لشركتين صينيتين. وبات حاليا قرارا الإدارة الأميركية معلّقين.
وأعلنت محكمة كالفورنيا أنها أصدرت قرارا قضائيا ضد تطبيق قرار الإدارة بحق "وي تشات"، مشيرة إلى مخاوف بشأن حرية التعبير. ويقول خبراء إن قرار الإدارة كان من شأنه أن يعوق تطبيق وي تشات وأن يجعله غير قابل للاستخدام في الولايات المتحدة لمراسلات الفيديو بين الأهل والأصدقاء.
وفي الولايات المتحدة، يقدّر عدد المستخدمين النشطين للتطبيق الذي تملكه شركة "تنسنت" العملاقة نحو 19 مليونا.
وفي خضم مساع يبذلها الرئيس الأميركي من أجل تحقيق اختراق انتخابي يخوّله الفوز بولاية رئاسية ثانية في استحقاق الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، وضع ترامب قضية الأمن القومي وتشدده تجاه الصين في صلب حملته. وهو غالبا ما يتّهم منافسه الديمقراطي جو بايدن بالضعف تجاه الصين.
والسبت، قال ترامب إنه وافق على صفقة تنص على قيام شراكة بين شركة "أوراكل" التكنولوجية العملاقة و"تيك توك" لتجنّب حظر التطبيق. والصفقة الذي أعلنتها الشركتان تشمل أيضا "وولمارت" بصفتها شريكة تجارية ومن شأنها إيجاد شركة أميركية جديدة تحت اسم "تيك توك غلوبل".
وأكد تطبيق "تيك توك" المملوك لشركة "بايتدانس" الصينية العملاقة، التوصل إلى اتفاق مع أوراكل جاء قبيل انقضاء مهلة تنتهي الأحد.
والسبت أعلنت وزارة التجارة الأميركية أنها سترجئ حتى 27 أيلول/سبتمبر على الأقل الحظر المفروض على تنزيل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، والذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ الأحد.
والجمعة اتّهم وزير التجارة الأميركي ويلبور روس الصين باستخدام التطبيقين "لتهديد الأمن القومي للولايات المتحدة وسياستها الخارجية واقتصادها".
وقال وليام رينش، المحلل في مركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية، إن تطبيق وي تشات "يستخدم في الغالب من قبل الزوار والعمال الصينيين والأميركيين المتحدرين من أصول صينية للبقاء على تواصل مع أقربائهم". وهذا يشمل مئات آلاف الطلاب الصينيين الموجودين في الولايات المتحدة والذين يستخدمونه في التواصل اليومي عبر الإنترنت.
واتّهم ترامب مرارا تطبيقي تيك توك ووي تشات بتزويد بكين ببيانات المستخدمين، من دون إعطاء أي دليل على ذلك.
وفي مطلع آب/أغسطس أعطى "بايتدانس" مهلة تنتهي في 20 أيلول/سبتمبر للتنازل عن أنشطة تيك توك في الولايات المتحدة لصالح شركة أميركية.
وأصبح تطبيق تيك توك الرائج لتسجيلات الفيديو القصيرة ظاهرة عالمية خصوصا لدى فئات الشباب، وقد بلغ عدد مستخدميه في الولايات المتحدة مئة مليون.
والسبت دانت وزارة التجارة الصينية "التنمّر" الأميركي في قضية تيك توك، معتبرةً أن قرار الحظر يشكل انتهاكا لمعايير التجارة الدولية، وأن لا دليل على وجود تهديد أمني، وذلك قبيل إطلاق بكين آلية تخوّلها معاقبة شركات أجنبية.
وتعتزم بكين فرض عقوبات محتملة على "لائحة كيانات غير موثوقة" إلا أنها لم تكشف عن أسمائها، وذلك في تدبير يرى فيه مراقبون كثر وسيلة بيد الصين للانتقام من الولايات المتحدة.
واستخدمت إدارة ترامب "قائمة كيانات" خاصة بها لإخراج شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" من السوق الأميركية، بالإضافة إلى التدابير الأخيرة بحق وي تشات وتيك توك.
ووصف مسؤولون أميركيون التدابير بأنها ضرورية للحماية من أي تجسس صيني محتمل عبر المنصات.
ووفق وزارة الخزانة تحتاج صفقة تيك توك الى وضع المعنيين اللمسات الأخيرة ومصادقة لجنة فدرالية للأمن القومي.
(فرانس برس)