لا يزال رواد مواقع التواصل الاجتماعي منبهرين بذلك الملعب الخفي بين جبال جيجل شمال شرقي الجزائر، إذ يبدو محروساً من الجبال الخضراء ومخفياً بينها. بدأ كل شيء بصورة للملعب نشرها المصوّر الجزائري، عزو قاسمي، ثم تناقلتها الصفحات على نطاق واسع وعبّر رواد مواقع التواصل عن إعجابهم بها.
وتُظهِر صورةٌ مفعمةٌ بالخضرة اللاعبين يحظون بوقت ممتع ومنظر رائع مطل على قمة جبل شاهق حوله المناظر الخلّابة.
ووصف المعلقون المنطقة بالجنة، متسائلين عما قد يحصل لو قذف لاعبٌ الكرة عالياً في السماء وطارت نحو حافة الجبل. وشكّك البعض في صحة الصور أو نسبتها إلى الجزائر، لكنها صورة حقيقية ومن الجزائر بحسب تأكيدات المصور نفسه.
فقد قال المصور لـ"العربي الجديد"، إن الصورة هي لملعب بوشلوش ضواحي قرية جنان زطوط، في بلدية سلمى بن زيادة الجبلية، الواقعة أعالي جبال ولاية جيجل الجزائرية.
وعن قصة الصورة، قال قاسمي: "كان عندي موعد لقاء مع صديق في أحد شلّات المنطقة، في مكان قريب من الملعب، وبحكم الخطأ في توقيت اللقاء توقّفت في الطريق أسأل أحد الشيوخ عن المنطقة فلفت انتباهي الملعب بجماله وسحر مكانه، وما كان علي إلا إخراج الكاميرا لالتقاط صور سريعة".
وتقع سلمى بن زيادة في ولاية جيجل الساحلية، المحاطة باللونين الأزرق والأخضر من كل ناحية، إذ تطلّ الولاية على البحر الأبيض المتوسط، وتتوسط المرتفعات الخضراء.
ويشير المصور إلى أنه "بكل أمانة رغم أن المنطقة جبلية نائية، إلا أن التواجد فيها يعطي راحةً واسترخاءً تاماً للنفس. ملعب أعلى الجبل وتحته مباشرة منبع المشاكي المعروف بسحره".
وعلى طول شريطها الساحلي البالغ 120 كيلومتراً، من وادي الزهور إلى زيامة منصورية، تمتد شواطئ الولاية الصخرية والرملية التي تفتن الزوار والرحالة والمصطافين، الذين يستمتعون بكورنيش لا يقل طوله عن 40 كيلومتراً.
ويحتضن هذه الشواطئ سهلٌ بحري حوله جبال وعرة ذات غطاء نباتي كثيف من أشجار البلوط والأرز، ترتفع قممها فوق الألف متر، بما فيها جبال سلمى.
وتتخلل الجبال مغارات كلسية يطلق عليها اسم الكهوف العجيبة، وكل هذه السمات الطبيعية تجعل الولاية جنة على الأرض تستحق الاستكشاف.
وعن المنطقة المحيطة بالملعب، يقول قاسمي إن "المكان يستحق الزيارة خاصة أعماق الجبل، فهو مكان معروف عند محبي السياحة الجبلية وأيضاً لتميزه بالتنوع البيئي والتضاريس الجميلة من منبع ونهر وجبل".