- الانتقادات توالت على أحمدي نجاد، معتبرة قراره خروجاً عن الأعراف المتبعة في الحداد، وصلت إلى حد الهجوم الشخصي من قبل بعض الشخصيات الإعلامية والمغردين.
- دافع أنصار أحمدي نجاد عنه، معتبرين الهجوم مدفوعاً بأجندات سياسية ومقدمين تفسيرات تبرر اختياره، مما يسلط الضوء على الانقسامات العميقة داخل المجتمع والسياسة الإيرانية ودلالات الرموز والألوان في السياقات السياسية والاجتماعية.
ارتدى الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد قميصاً أبيض، اليوم الثلاثاء، في افتتاحية الدورة الجديدة لمجلس خبراء القيادة الإيراني، وذلك في أجواء الحداد على ضحايا طائرة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي. وأثار القميص انتباه رواد شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام إيرانية، وتساؤلات وتفسيرات عن سبب الخطوة، فضلاً عن سجال بين مؤيدي أحمدي نجاد ومعارضيه ومنتقديه.
وأعلنت الحكومة الإيرانية، أمس الاثنين، وفاة إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، وممثل الولي الفقيه في محافظة أذربيجان الشرقية، ورجل الدين محمد علي آل هاشم، في تحطّم مروحية كانت تقل رئيسي والوفد المرافق له في طريق عودتهم من الحدود بين إيران وجمهورية أذربيجان إلى مدينة تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية.
واستهجن إيرانيون على شبكات التواصل قيام أحمدي نجاد بارتداء القميص الأبيض بدلاً من الأسود، أسوة ببقية المشاركين في افتتاحية مجلس خبراء القيادة الإيراني، حداداً على وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
أحمدي نجاد في مرمى الانتقاد
هاجمت مراسلة التلفزيون الإيراني، آمنة السادات ذبيحي بور، أحمدي نجاد، مخاطبةً إياه بالقول: "كمراسلة رافقتك ثماني سنوات، أكرهك". وختمت تغريدتها على منصة إكس قائلة: "لا قيمة لك". كما كتب المغرد حميد زمان على "إكس" أن محمود أحمدي نجاد حضر جلسة افتتاحية مجلس خبراء القيادة بالقميص الأبيض، فيما رفعت ثماني دول أعلاماً سوداء حداداً على وفاة رئيسي، معلنةً عن حداد عام. وأضاف زمان أن ارتداء القميص الأبيض في هذا الموقف "يعني رفع العلم الأبيض أمام الصهاينة".
به عنوان کسی که هشت سال خبرنگار برنامه هات بودم ، ازت بیزارم!
— آمنه سادات ذبیح پور (@a_s_zabihpoor) May 21, 2024
دوزاری... pic.twitter.com/Xi78uBaRIZ
كما اكتفى البعض بإعادة نشر الصورة، مع القول إنها لا تحتاج إلى عنوان أو شرح، فهي توضح نفسها. وغردت فردوس، مسائلةً أحمدي نجاد: "لو افترضنا أنك تعادي رئيسي وأمير عبد اللهيان، ألم يحزن قلبك على فقدان الحاج آل هاشم (خطيب جمعة تبريز) الذي لم يؤذِ حتى نملة"، على حد تعبيرها. وأضافت مخاطبة الرئيس الإيراني السابق: "يعني أنت كذلك تحقد على هذا الرجل ولم تلبس الأسود لأجله؟ كيف سقطت عنك الإنسانية سيد أحمدي نجاد".
اصلا با رئیسی دشمن
— خانم فردوس (@fatemeh_sadat91) May 21, 2024
اصلا امیر عبدللهیان هیچی ...
حتی دلت برای حاج اقا آل هاشم هم نگرفت؟!
اون که آزارش به مورچه هم نرسیده بود
از اونم کینه و عقده داشتی که براش مشکی نپوشیدی؟!
چی شد انقد از بام انسانیت سقوط کردی اقای احمدی نژاد؟! pic.twitter.com/Y6AJLiZjRr
كما رد البعض على ناشطين محافظين هاجموا أحمدي نجاد، وكذلك إصلاحيين أعادوا نشر الصورة، بتذكيرهم بأن هذا هو أحمدي نجاد وكان وما زال، "يبدو أنكم أصبحتم تعرفونه حديثاً". علماً بأن تعليقات بعض الإصلاحيين كان دافعها النكاية بخصمهم المحافظ الذي ينتمي إليه بالأساس أحمدي نجاد قبل أن ينقلب عليهم.
أنصار أحمدي نجاد يدافعون
أما أنصار أحمدي نجاد فهبوا للدفاع عنه، وسط رمي اتهامات لخصومه من المحافظين والإصلاحيين بأنهم يستغلون الموقف لتسجيل نقاط انتخابية في أعتاب الانتخابات الرئاسية المقبلة في 28 يونيو/حزيران المقبل لاختيار خليفة للرئيس الإيراني الراحل. فاتهمت المغردة نجين شريفي منتقدي أحمدي نجاد بأنهم يرعبون منه، لتمتعه حسب قولها بـ"مكانة اجتماعية قوية لأنه شخصية محبوبة"، مضيفة أن هناك من يدفع هؤلاء لاستهداف أحمدي نجاد خشية ترشحه للانتخابات المقبلة، فهو الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يجذب الناس إلى صناديق الاقتراع.
وحشت دارن از احمدی نژاد، چون پایگاه اجتماعی زیادی داره، چون محبوب هست و کسانی که به اینها پروژه دادن برای زدن احمدی نژاد، می ترسن احمدی نژاد کاندید بشه، احمدی نژاد تنها کسی هست که مردم رو می تونه بیاره پای صندوق رای و حضور مردم یعنی رای نیاوردن این آقایون مدعی
— دکتر نگین شریفی (@dr_negin_sh) May 21, 2024
أما آخرون على شبكات التواصل الاجتماعي في إيران، فانتقدوا تناول الموضوع من أساسه، معتبرين أنه شيء عادي، ضاربين مثالاً على ذلك بالإشارة إلى عدم ارتداء نجل وزير الخارجية الراحل حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الثلاثاء، قميصاً أسود، خلال زيارة رئيس السلطة القضائية لبيتهم للتعزية. كما نشر المغرد أمير رضا آل حبيب، الداعم لأحمدي نجاد، صورة قال إنها لاجتماع اليوم لمجلس خبراء القيادة، مضيفاً أن البعض لم يلبسوا الأسود. وتساءل آل حبيب "عن سر عدم التعليق على سلوكهم؟ قائلاً إن السيد حجازي من مكتب المرشد أيضاً لم يرتد القميص الأسود، فهل جعلوا عدم ارتداء أحمدي نجاد قميصاً أسود وسيلة لتخريب سمعته؟".
این عکس اجلاس خبرگان امروز هست، می بینید که خیلیها سیاه نپوشیدن، بماند که خیلی از علما معتقدن لباس سیاه مکروهه، اما به نظر شما چرا به سیاه نپوشیدن اینها هیچ واکنشی صورت نگرفته، حتی به سیاه نپوشیدن حجازی معاون رهبری، اما سیاه نپوشیدن احمدی نژاد رو سوژه کردن برای تخریب فرزند ملت ؟ pic.twitter.com/TwGWerKlrx
— امیررضا آل حبیب (@alehabib110) May 21, 2024
أما الصحافي الإيراني، هادي كسايي زادة، فقال في تغريدة إنه لا يريد تبرير ما قام به أحمدي نجاد، مقدماً تفسيراً مغايراً للتفسير السائد والغالب على شبكات التواصل، إذ ذكر أن ارتداءه القميص الأبيض كان لأجل احترام رئيسي. وأضاف كسائي زادة أنه خلال الحرب الإيرانية العراقية "الجميع كانوا يلبسون اللباس الأبيض خلال مراسيم الشهداء"، قائلاً إن ذلك "ليس دليلاً على الفرح والسرور، وإنما المباركة والتعزية".
نمی خواهم ماله کشی کنم؛ به نظرم لباس سفید امروز #احمدی_نژاد نشانه احترام به رئیسی است. دوران جنگ در تمام مراسمات شهدا، همه سفید بر تن می کردند. و این نشان شادی و طرب نبود. تبریک و تسلیت بود. اتفاقا لباس سیاه مکروه است. هرچند احادیث زیادی نقل است اما عقل آدمی از حدیث بالاتر است. pic.twitter.com/rKGrsUlbQb
— سید هادی کسایی زاده/ روزنامه نگار (@kasaeizadeh) May 21, 2024