كوفيد-19 عطلت أهداف التنمية المستدامة صحياً

03 اغسطس 2024
فقد ما يقرب من 13 مليون شخص حياتهم بسبب جائحة فيروس كورونا (سوديبتا داس/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تأثير جائحة كوفيد-19 على الفوارق الاقتصادية والصحية**: تسببت الجائحة في خسائر اقتصادية وضغط على النظام الصحي، مما وسع الفوارق بين البلدان الغنية والفقيرة، وأبطأت التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة.

- **تأثير الجائحة على أهداف التنمية المستدامة**: تضررت البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بشكل أكبر، حيث تراوحت خسائر النمو الاقتصادي بين 28% و42%، مقارنة بـ7% و15% في البلدان الغنية.

- **تراجع متوسط العمر المتوقع وتأثيرات الجائحة على الصحة العالمية**: انخفض متوسط العمر المتوقع العالمي بمقدار 1.8 سنة، وأصبح كوفيد-19 سبباً رئيسياً للوفاة، مع تأثير أكبر على البلدان المنخفضة الدخل.

في نهاية عام 2019، ظهرت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من التحديات العالمية التي تسببت في خسائر اقتصادية كبيرة في كل بلاد العالم تقريباً، إضافة إلى عدد الوفيات الكبير، والضغط على النظام الصحي العالمي. في دراسة جديدة نشرت يوم 24 يوليو/تموز في مجلة "بلوس وان" (PLOS One)، قال باحثون إن جائحة كوفيد-19 أدت أيضاً إلى توسيع الفوارق الاقتصادية والصحية القائمة بين البلدان الغنية والأخرى منخفضة الدخل، إضافة إلى تباطؤ التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.

وُضعت أهداف التنمية المستدامة العالمية عام 2015 كجدول أعمال واسع ومتكامل، مع قضايا تتراوح بين القضاء على الفقر، وتعزيز الرفاهية، ومعالجة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية. وحثت الدراسة الجديدة في التأثير المحتمل لهذه الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن كوفيد-19 على التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.

وتوضح المؤلفة المشاركة في الدراسة، وانيسا ديبورتلي، وهي أستاذة الصحة العامة في جامعة ميناس جيرايس الاتحادية في البرازيل، أن متوسط خسائر النمو الاقتصادي في أعقاب جائحة كوفيد-19 وصل إلى 28% و42% في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل و7% و15% في البلدان المرتفعة والعليا من الدخل المتوسط. وأضافت ديبورتلي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن فريق البحث استخدم بيانات من قاعدة بيانات الأمم المتحدة الرسمية لأهداف التنمية المستدامة، وحلّل الارتباطات بين الرفاهية ومستويات الدخل ومحددات الصحة الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية الأخرى.

واستُقرئ نموذج سنوي للتنبؤ بالاتجاهات بين عامي 2020 و2030 باستخدام إسقاط أساسي، إضافة إلى سيناريو ما بعد كوفيد-19. وبناء على هذا السيناريو، توقع الباحثون أن تؤدي هذه الفوارق الاقتصادية إلى تفاقم التفاوتات الصحية العالمية في ما يتعلق بالأمراض المعدية، والإصابات والعنف، وصحة الأم والجنين والصحة الإنجابية، وتغطية النظم الصحية، وصحة الأطفال حديثي الولادة والرضع.

وفقاً لتقرير إحصاءات الصحة العالمية 2024 الصادر عن منظمة الصحة العالمية، فإن الفترة بين عامي 2019 و2021 عندما كان الوباء مستعراً، انخفض متوسط العمر المتوقع العالمي بمقدار 1.8 سنة إلى 71.4 سنة (عودة إلى مستوى عام 2012). وعلى نحو مماثل، انخفض متوسط العمر المتوقع الصحي العالمي بمقدار 1.5 سنة إلى 61.9 سنة في عام 2021 (عودة إلى مستوى عام 2012). وأشار التقرير إلى أن كوفيد-19 ظهر بسرعة سبباً رئيسياً للوفاة، فاحتل المرتبة الثالثة من ناحية أعلى أسباب الوفيات على مستوى العالم عام 2020 والثانية عام 2021، إذ فقد ما يقرب من 13 مليون شخص حياتهم بسبب جائحة فيروس كورونا، خلال هذه الفترة، وفقاً لبيانات الوفيات المؤكدة التي قال الخبراء إنها تمثل، جزئياً فقط، المستويات الحقيقية للوفيات الناجمة عن الوباء.

"يمكن للبلدان المنخفضة الدخل أن تتوقع خسارة في المتوسط بنسبة 16.5% في جميع المؤشرات الصحية، في حين يمكن للبلدان المرتفعة الدخل أن تتوقع خسائر منخفضة تصل إلى 3%"، تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة. وتشير إلى أن بعض البلدان مثل تركمانستان وميانمار ستكون من أكثر دول العالم خسائرَ في مسيرتها نحو تحقيق هدف التنمية المستدامة المتعلق بالصحة، كما لوحظت أكبر الخسائر في أفريقيا وبلدان الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأميركا اللاتينية.

وتتفق نتائج الدراسة الجديدة مع نتائج دراسة سابقة نشرت في مجلة نيتشر في يونيو/حزيران 2023، أشارت إلى أن جائحة كوفيد-19 أدت إلى تقويض قدرة العديد من البلدان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. ووجد المؤلفون أن هذه التأثيرات غير المباشرة أبطأت التقدم أكثر بكثير من الاضطرابات الأولية المباشرة. فعلى الصعيد العالمي، تأثر القضاء على الفقر (الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة) أكثر بالجائحة. وعلى الصعيد الإقليمي، تأخر تقدم أهداف التنمية المستدامة أكثر في أميركا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي، وجنوب آسيا، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

المساهمون