"القدس موعدنا"، بهاتين الكلمتين اختصرت المطربة الفلسطينية ناي البرغوثي دعوة محبّيها لمشاركتها حفلها في افتتاح مهرجان "ليالي الطرب في قدس العرب"، الذي ينظمه في القدس معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى ومركز يبوس الثقافي، يوم الخميس في الثامن من يونيو/ حزيران الجاري.
ويكتسب المهرجان في نسخته لعام 2023 حلّة جديدة، كسر فيها قيود الزمن، باعتبار أن عروضه تنتظم طوال الصيف، وعلى مدار ثلاثة أشهر، ابتداء من يونيو/ حزيران وحتى نهاية سبتمبر/ أيلول.
وفي الخميس التالي لحفل البرغوثي، تحيي فرقة "بنات القدس" الحفل الثاني في المهرجان، يليه حفل لفرقة "ولّعت" من عكّا، صاحبة الأغنيات ذائعة الصيت من قبيل: "لو شربوا البحر"، و"عكا على راسي"، و"حب ع الحاجز"، وغيرها.
وفي الأشهر التالية تتوزع الأمسيات ما بين مغنين وفرق موسيقية وغنائية، بينها: فرقة "دام" من اللد، وجوقة "سراج" من الجليل، والفنان فرج سليمان، وفرقة "المذهبجية"، والأوركسترا العربية، وغيرها.
ويستضيف المهرجان هذا العام الفنانة التونسية أمل مثلوثي، التي لُقّبت بـ"صوت الثورة التونسية" بعد انتشار أغنيتها "كلمتي حرّة"، خاصة بين الشابات والشبان، حتى باتت رمزاً من رموز ثورتهم، وقد دعيت عام 2015 لتقديم الأغنية في حفل توزيع جوائز نوبل للسلام بالسويد.
مورين كوبا، مدير مركز يبوس الثقافي في القدس، شدّدت في حديثها لـ"العربي الجديد"، على أن هذه الدورة من المهرجان تتميّز بامتدادها على مدار أشهر، وهو ما من شأنه ضمان استدامة الفعاليات الفنيّة في القدس، في ظل ما تتعرض له المؤسسات الثقافية الفلسطينية من مضايقات تهدف لمنع أي وجود ثقافي فلسطيني وعربي في المدينة. كما تتميّز أيضاً بالشراكة الاستراتيجية، وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان، ما بين معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى ومركز يبوس الثقافي، عن طريق دمج فعاليات مهرجان "ليالي الطرب في قدس العرب" وفعاليات مهرجان "القدس" للموسيقى الذي ينظم من قبل مركز يبوس، عبر أمسية مشتركة في أغسطس/ آب، للفنان الفلسطيني عمر كمال.
وعمر كمال فنان فلسطيني يقيم في العاصمة البريطانية لندن، حقق شهرة عالمية كمغن وعازف حتى أنه لٌقب بـ"فرانك سيناترا فلسطين"، له مبادرات موسيقية عديدة في وطنه انطلاقاً من مدينة نابلس، مسقط رأسه، كما اشتهر بعدما أنتجت له أغنيات خاصة من قبل شركات عالمية مثل "سوني"، بالإضافة لكونه سابقا المغني الرئيسي في العديد من الفرق الأوركسترالية البريطانية والعالمية.
يشكل المهرجان، وفق كوبا، مساحة للمبدعين في مجال الموسيقى الكلاسيكية من الشباب الفلسطيني لتقديم عروضهم وإنتاجاتهم.
ولفتت كوبا في حديثها لـ"العربي الجديد"، إلى أن إقامة مهرجان "ليالي الطرب في قدس العرب"، واستمراريته كما مهرجانات أخرى، يعتبر نوعاً من المقاومة وتعزيز الصمود، مضيفة نحن كمؤسسات ثقافية فلسطينية في القدس نضطلع بدور كبير بالعمل على "تثبيت هويتنا الفلسطينية" في المدينة، رغم الكثير من الصعوبات التي نواجهها، ومن بينها تحديات سياسية نواجهها منذ عقود، ولا نزال، في حين تبرز صعوبات أخرى تتعلق "بتنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية"، أبرزها أن بعض الفرق أو المطربين المدعوين لا يستطيعون الوصول إلى فلسطين، أو الدخول إلى القدس، بسبب سياسات الاحتلال في استصدار التصاريح.
الجدير بالذكر أن معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى كان قد أطلق النسخة الأولى من مهرجان "ليالي الطرب في قدس العرب" عام 2009، ويركز على تعزيز تذوق الموسيقى العربية والشرقية، مع اهتمام خاص بالطرب والغناء الكلاسيكي العربي، وتقام فعالياته بشكل أساسي في القدس، وتتضمن أحياناً عروضاً في مدن فلسطينية أخرى.