- تستغل الصين الأحداث الأمريكية مثل حوادث القطارات وحرائق الغابات لزرع الشك في الحكومة الأمريكية، وتنشر محتوى يستهدف قضايا داخلية مثيرة للجدل لتعميق الانقسامات.
- رغم الجهود الصينية، لم تجد مايكروسوفت أدلة على نجاح بكين في التأثير على الآراء حتى الآن، بينما تستخدم كوريا الشمالية الذكاء الاصطناعي في سرقة العملات المشفرة وأغراض استخباراتية.
حذرت شركة مايكروسوفت من أن الصين ستحاول التدخل في الانتخابات المرتقبة في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والهند هذا العام، من خلال محتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي وحسابات زائفة على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تجريب هذا المحتوى خلال الانتخابات الرئاسية في تايوان.
وقال المدير العام لمركز تحليل التهديدات في شركة مايكروسوفت، كلينت واتس، في تقرير صدر أمس الجمعة، إن بكين "ضاعفت" أهدافها وزادت من تعقيد عمليات التدخل والتأثير لديها. وأوضح واتس أن "الصين تستخدم حسابات زائفة على منصات التواصل الاجتماعي لاستطلاع آراء الناخبين بشأن أكثر ما يفرقهم، لزرع الانقسام وربما التأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية لمصلحتها". وأضاف أن الصين عززت أيضاً استخدامها للمحتوى الذي ينشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي لدعم أهدافها في العالم، وكذلك في الولايات المتحدة.
ووفقاً لتقرير "مايكروسوفت"، فإن الصين "تنتهز" حوادث، مثل خروج قطار عن مساره في كنتاكي وحرائق الغابات في ماوي، لتعزيز عدم الثقة في الحكومة الأميركية.
وكتب واتس أن الاستطلاع حول القضايا الداخلية الأميركية المثيرة للجدل "يشير إلى جهد متعمد لفهم ديموغرافية الناخبين الأميركيين الذين يدعمون أي قضية أو موقف، وكذلك لفهم أي المواضيع هي الأكثر إثارة للانقسام، قبل المرحلة الرئيسية من الانتخابات الرئاسية الأميركية".
وخلص التقرير إلى عدم وجود أدلة تذكر على أن عمليات الصين نجحت في التأثير على الآراء حتى الآن.
وكانت "مايكروسوفت" أفادت، العام الماضي، بأن حسابات مرتبطة بالحكومة الصينية انتحلت شخصيات ناخبين أميركيين للتأثير في الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة عام 2022. وكتب واتس أن الصين لم توقف نشاطها هذا، وأن هذه الحسابات "تنشر بصورة حصرية تقريباً محتوى حول القضايا الداخلية الأميركية المثيرة للخلاف، مثل الاحتباس الحراري وسياسات الحدود الأميركية وتعاطي المخدرات والهجرة والتوتر العرقي". وأضاف أن هذه الحسابات تعتمد على فيديوهات ومحتوى ساخر ورسوم بيانية، بالإضافة إلى محتوى معاد تدويره من حسابات شخصيات سياسية بارزة.
ورصدت "مايكروسوفت" طفرة في استخدام المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي والمستخدم لتعزيز عمليات التأثير عبر الإنترنت المرتبطة بالصين خلال الانتخابات الرئاسية في تايوان في يناير/كانون الثاني الماضي. وكتب واتس: "مع ترقب انتخابات كبرى في جميع أنحاء العالم هذا العام، ولا سيما في الهند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، نقدّر أن الصين ستقوم، بالحد الأدنى، بإنشاء المحتوى الذي تم إنشاؤه وتضخيمه بواسطة الذكاء الاصطناعي واستغلاله لمصلحتها".
كما أشار تقرير "مايكروسوفت" أيضاً إلى أن كوريا الشمالية بدأت باستخدام الذكاء الاصطناعي لسرقة العملات المشفرة، ومهاجمة سلاسل التوريد، وجمع المعلومات الاستخبارية العسكرية بفعالية أكثر.