مايكروسوفت تفصل موظفَين نظما وقفة احتجاجية دعماً لغزة

27 أكتوبر 2024
تشهد "مايكروسوفت" غلياناً داخلياً منذ شهور (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طردت مايكروسوفت موظفين نظما وقفة احتجاجية تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، متهمين الشركة بالتواطؤ في الإبادة الجماعية، مما أثار غلياناً داخلياً بين الموظفين المتضامنين مع غزة والمنحازين لإسرائيل.

- أغلقت مايكروسوفت التعليقات على منشورات متضامنة مع فلسطين، وأصدرت بيانات داعمة للاحتلال، وقدمت تبرعات لمنظمات إسرائيلية، مما زاد من التوترات الداخلية.

- يشبه الغليان في مايكروسوفت ما يحدث في شركات تكنولوجيا أخرى مثل غوغل، حيث يطالب الموظفون بقطع العلاقات مع جيش الاحتلال، مما أدى إلى فصل بعضهم بسبب الاحتجاجات.

طردت شركة مايكروسوفت موظفَين اثنين نظّما وقفة احتجاجية داخل مقر الشركة في واشنطن تضامناً مع الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي خلّف حتى أمس السبت 42 ألفاً و924 شهيداً و100 ألف و833 مصاباً، بالإضافة إلى آلاف المفقودين، ودمار هائل في الأبنية السكنية والبنى التحتية، ومجاعة قاتلة لا سيما في الشمال أودت بحياة أطفال ومسنين.

وقال موظفا "مايكروسوفت" المفصولان، عبده محمد وحسام نصر، لـ"وكالة أسوشيتد برس"، إنهما نظّما وقفة احتجاجية في مقر الشركة "لتكريم ضحايا الإبادة الجماعية في غزة ولفت الانتباه إلى تواطؤ مايكروسوفت في هذه الإبادة". وذكر الموظفان أن هذا الاحتجاج كان مشابهاً لحملات التبرعات الأخرى التي وافقت عليها الشركة ونظمتها للأشخاص المحتاجين، وأضافا: "تلقينا خبر الفصل بعد ساعات قليلة من الاحتجاج".

وأعلنت "مايكروسوفت"، التي يستخدم الاحتلال أنظمة ذكاء اصطناعي تابعة لها لتصنيف وتصفية المعلومات مع تزايد البيانات المخزنة عن الفلسطينيين وعن قطاع غزة، في بيان عقب الحادثة، أنه "فُصِل بعض الموظفين وفقاً للسياسة الداخلية"، لكنها رفضت تقديم معلومات مفصلة عن الموضوع.

غليان داخل "مايكروسوفت"

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة وشركة مايكروسوفت تعيش غلياناً داخلياً، مع انحياز واضح من إدارة الشركة ضد الموظفين المتضامنين مع غزة لصالح المنحازين لإسرائيل. إذ أغلقت حصراً التعليقات في نظام التراسل الداخلي على منشورات متضامنة مع فلسطين وغزة. ورصد موقع بيزنس إنسايدر أنه، حتى الموظفون الذين يدعمون إسرائيل لاحظوا أن الشركة تشاركهم وجهات نظرهم بشأن الحرب، ويشعرون بالجرأة للتعبير عن رأيهم من دون خوف من الانتقام الوظيفي.

وبعد "طوفان الأقصى"، أصدرت الشركة بيانات عدة داعمة للاحتلال، وعرضت تبرعات لمنظمات إسرائيلية، بما فيها جمعية أصدقاء الجيش الإسرائيلي غير الربحية، ومنحت موظفيها الإسرائيليين البالغ عددهم ثلاثة آلاف موظف راتباً إضافياً قدره ثلاثة آلاف دولار لتغطية "نفقات غير متوقعة". كما قيّدت النقاش الداخلي ونصحت المدراء "بتجنب تقديم تعليقات إضافية على الحرب" تتجاوز البيانات الرسمية للشركة.

"مايكروسوفت" وشركات التكنولوجيا الأخرى

هذا الغليان الداخلي في "مايكروسوفت" يشبه تماماً ما يجري في شركات تكنولوجيا أخرى، أبرزها "غوغل". فمنذ بدء العدوان والمئات من موظفيهما يطالبونهما بقطع العلاقات مع جيش الاحتلال، عبر رسائل مفتوحة واعتصامات. وكان المشروع الأكثر إثارة لغضب الموظفين هو مشروع نيمبوس، وهو عقد بقيمة 1.2 مليار دولار وقعت عليه إسرائيل مع "غوغل" و"أمازون" عام 2021 لتوفير خدمات سحابية وأدوات التعلم الآلي. ولا يمنع الاتفاق استخدام تكنولوجيا الشركتين من قبل جيش الاحتلال، وبالتالي قمع ومراقبة وقتل الفلسطينيين. وقد فصلت "غوغل" عشرات الموظفين على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات التي نظمت في إطار الدعوات ضد هذه العلاقة. 

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون