استمع إلى الملخص
- وصل محمد إلى فرنسا في سن 13 مع شقيقيه، وواجه تحديات كبيرة بعد تغيير أسمائهم العربية إلى فرنسية، مما أدى إلى مضايقات من كلا المجتمعين.
- بفضل قانون جديد في يوليو 2022، استعاد محمد اسمه الأصلي في 2023، مما جعله يشعر بالفخر والارتياح، ومهد الطريق لأبنائه للحفاظ على هويتهم.
تمكّن جان بيار غيران، الجزائري الأصل، رسمياً من استعادة اسمه الحقيقي "محمد قرومي" الذي كان يحمله لدى وصوله إلى فرنسا عندما كان مراهقاً، وذلك بعد إجراءات استمرت 57 عاماً. وأعرب هذا المتقاعد البالغ 71 عاماً في شقته في ستراسبورغ بشرق فرنسا عن "الارتياح البالغ" بعد طول "كفاح". وكان 13 تموز/يوليو بالنسبة إلى محمد قرومي بمثابة لقاء مع الذات بعد عقود من الكفاح من أجل كتابة اسمه وكنيته على بطاقته الشخصية.
وقال محمد قرومي المقيم في ستراسبورغ والمولود في الجزائر في 1953، قبل الحرب التي أدت إلى استقلال البلاد عن فرنسا عام 1962: "لقد استعدت بطاقتي الشخصية وجواز سفري بهويتي الحقيقية...أخيراً". وأشار إلى أن جده حارب إلى جانب فرنسا خلال الحربين العالميتين وكان والده ضابطاً في الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر. ووصل عندما كان يبلغ 13 عاماً إلى ستراسبورغ مع شقيقيه أحمد وشريف في 1966، ليلتقوا والدهم الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى في منطقة الألزاس. ويتذكّر: "اعتقدنا أنه سيكون بانتظارنا، لكن في الواقع تولى استقبالنا موظف في الرعاية الاجتماعية" في المطار. أودع الإخوة الثلاثة مركز رعاية تحت وصاية الأمة، وقرر القضاء أن والدهم غير قادر على الاعتناء بهم.
"قناع" محمد قرومي
وقال متنهداً: "تعرضت لبعض الإهانات من فرنسيين لم يتقبلوا أن أخفي هويتي عنهم وأن يكون اسمي هو جان بيار غيران مع سحنتي الداكنة". وأضاف: "ثم اعتُبرت خائناً نوعاً ما للمجتمع الجزائري لأن اسمي فرنسي".
وواجهت هذا الميكانيكي الذي كان يعمل في شركة في ألمانيا تبعد نحو 15 كيلومتراً من ستراسبورغ، مضايقات وخصوصاً عند عبور الحدود أو البحث عن عمل أو شقة: "لم تكن هناك مشكلة في الاسم. لكن عندما يشاهدوني يقولون لي إن ما أبحث عنه لم يعد متوافراً". وروى: "كانوا ينادونني محمد الفرنسي. ولكن عندما أصل صباحاً لتسجيل الدخول، كان تحت اسم غيران جان بيار. وكان زملائي يسألونني "لماذا يدعونك محمد؟".
محمد قرومي في رحلة جذور
وفي مكتبه، تتكدس مجلدات داخل خزانة زجاجية تشهد على معركته التي استمرت حتى يوليو/تموز 2022، عندما دخل قانون يهدف إلى تبسيط إجراءات تغيير الاسم حيز التنفيذ. وشكّل هذا النص علامة فارقة في حياة محمد، على غرار عشرات الآلاف من الأشخاص الآخرين، إذ تلقت وزارة العدل الفرنسية 70 ألف طلب لتغيير الاسم بعد عام من تطبيق القانون.
وفي أول انتصار له، استعاد محمد قرومي في 2023 اسمه الأصلي، والثلاثاء تسلّم أوراقه الثبوتية متضمنة اسمه وكنيته الأصليين. وقال المتقاعد مبتسماً "أنظر إلى الأوراق وأشعر أنني بحال افضل". محمد الذي حصل أيضاً على الجنسية الجزائرية في نهاية الثمانينيات، أطلق على أبنائه الأربعة "أسماء جزائرية" حتى لا ينفصلوا عن "جذورهم". وأضاف: "لقد مهدت الطريق. الآن، إذا أرادوا استعادة اسم أجدادهم فسيكون الأمر أبسط".
(فرانس برس، العربي الجديد)