اتهمت موظفة سابقة في "فيسبوك" الشركة بوضع الأرباح فوق الصالح العام، وذلك بعدما كشفت عن هويتها بصفتها صاحبة التسريبات التي نشرت في صحيفة "وول ستريت جورنال" ومنصات أخرى. وكانت أبرز هذه التسريبات، التي خرجت إلى العلن نهاية الشهر الماضي، تتحدث عن ازدواجية العمل داخل شركة "فيسبوك" وتغاضيها عن أضرار كثيرة يسببها الموقع لمستخدميه ومستخدمي تطبيق "إنستغرام" الذي تملكه الشركة نفسها.
وقالت فرانسيس هاوغين (37 سنة) إن آلاف الوثائق، التي جمعتها وشاركتها مع صحيفة "وول ستريت جورنال" والشرطة في الولايات المتحدة، تُظهر أن الشركة تكذب على الجمهور عندما تقول إنها تحرز تقدماً كبيراً في محاربة الكراهية والعنف والمعلومات المضللة.
وأوضحت أن "ما رأيته في فيسبوك مراراً وتكراراً هو وجود تضارب في المصالح بين ما هو مفيد للجمهور وما هو جيد للشركة. واختارت فيسبوك، مراراً وتكراراً، مصالحها الخاصة، مثل جني المزيد من المال".
وفي مقابلة مع البرنامج الإخباري "60 دقيقة"، أمس الأحد، أوضحت هاوغين أن قرارها التحدث علناً عن الأعمال الداخلية لـ"فيسبوك" جاء نتيجة شعورها بالقلق مما اعتبرته سياسات الشركة، التي تعطي الأولوية للربح بدل السلامة العامة.
وقالت: "نسخة فيسبوك الموجودة اليوم تمزق مجتمعاتنا وتسبب العنف العرقي في جميع أنحاء العالم".
وأشارت إلى أن "فيسبوك" وظّفتها مديرةَ إنتاج في فريق النزاهة المدنية عام 2019، بعدما أمضت أكثر من عقد من العمل في صناعة التكنولوجيا، تشمل "غوغل" و"بينترست".
وقالت إنها وافقت على تولي الوظيفة بشرط العمل لمساعدة الشركة في مكافحة المعلومات المضللة، لكنها سرعان ما بدأت تشعر بأن الشركة غير راغبة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه المشكلات، مع أنها تمتلك الأدوات لفعل ذلك. لذا تركت الشركة في مايو/أيار من هذا العام.
وتابعت في لقائها أنه "لا أحد في (فيسبوك) خبيث"، وأن مارك زوكربيرغ، مؤسس "فيسبوك" ورئيسها التنفيذي، "لم يشرع أبداً في إنشاء منصة بغيضة"، لكن آثار خيارات الشركة كانت خطيرة.