على خشبة مسرح استوديو ناصيبيان في القاهرة، عرضت أخيراً على مدار ثلاثة أيام مسرحية "حاسب حاسس" التي قدمتها فرقة "ضي" لفنون الأداء، بالتعاون مع جمعية النهضة العلمية والثقافية "جزويت القاهرة"، في أول عروضها تحت قيادة المخرج جون ميلاد، وهو أيضاً معد العرض ومصمم الرقصات. وفرقة "ضي" تتكون من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
سردت المسرحية تفاصيل وحياة وآمال وآلام الأشخاص ذوي الإعاقة. بدا أبطال العرض المسرحي أنهم لا يهتمون بما ينقصهم، فصاحب الإعاقة البصرية يشعر المشاهد وكأنه يرى من شدة انفعالاته مع من أمامه وحوله. وهنا يرقص صاحب الإعاقة بقدمه، متخلياً عن عكازه الذي يلازمه دوماً. على خشبة المسرح الكل لا يفكر في شيء سوى إبهار المتلقين.
يوجه أبطال العرض رسالة من خلال المسرحية إلى الجميع يقولون فيها: "كل واحد جواه نور"، مغزاها أنهم قادرون على أن يتحدّوا كل آلامهم ويندمجوا في المجتمع بشكل طبيعي، وأن بداخلهم طاقة ونوراً وأملاً يستطيعون من خلالها أن يفعلوا كل شيء.
عن أهمية العرض المسرحي "حاسب حاسس"، يقول المخرج جون ميلاد، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إنه يهدف إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة مع المجتمع بشكل عام. يشير إلى أن العرض استغرق تحضيره ثلاثة شهور، ويعرب عن سعادته بحالة التحدي التي عاشها أبطال العرض، وهم ثمانية، يعاني أربعة منهم من إعاقات بصرية وحركية.
لم يخفِ ميلاد أن الصعوبة الوحيدة التي واجهها مع أبطال المسرحية هي إقناعهم بنسيان ما لحق بهم من أذى من المحيطين بهم من قبل، إذ عانوا من الوصم كثيراً. يشير المخرج إلى أن معنى عنوان العرض المسرحي "حاسب حاسس" هو توجيه رسالة لكل شخص نقول له فيها "انتبه من ذوي القدرات الخاصة، فهم ليسوا أشخاصا بلا إحساس، انتبهوا فهم يشعرون ويحسون".
يذكر أن المخرج جون ميلاد بدأ حياته بدراسة الإخراج والعلاج بالفن، ثم نفّذ ورشات عملية مع الأطفال والنساء وضحايا العنف الأسري والمجتمعي.