معرض لبيع الملابس في "بيت الثقافة" يُغضب اليمنيين

17 ديسمبر 2021
يستمر معرض الملبوسات داخل "بيت الثقافة" في صنعاء حتى نهاية الشهر (فيسبوك)
+ الخط -

أثار تحويل جماعة الحوثيين المسلحة "بيت الثقافة"، أحد أهم الأروقة الثقافية في العاصمة اليمنية صنعاء، إلى معرض تجاري لبيع الملابس الجاهزة، ردود أفعال غاضبة على نطاق واسع.

وتداول ناشطون صوراً نشرتها حسابات موالية للحوثيين، لعرض كبير من الملابس، ضمن استثمار تجاري يطيح برمزية المؤسسة الثقافية التي تأسست قبل أكثر من 21 عاماً. إذ تحتضن قاعة المؤسسة معرضاً خاصاً للأزياء والملبوسات يستمر حتى نهاية الشهر الحالي.

على مدى السنوات الماضية، فرّغ الحوثيون "بيت الثقافة" من محتواه من اللوحات الفنية والكتب، ليصبح أحد المقرات حيث تعقد فعاليات دعائية حربية.

ووصف ناشطون وكتّاب ما حدث بـ"الإهانة التي تعكس الانحدار" الذي تعيشه الحياة الثقافية في البلاد، منذ انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة صنعاء ومدن أخرى.

وعلّق وزير الثقافة السابق خالد الرويشان الذي افتتحت في عهده المؤسسة الثقافية بأن ما رآه "فوق الخيال". وقال: "لم أصدق عيني". وأضاف في منشور على موقع "فيسبوك": "بيت الثقافة اليوم يبيع الملابس بدلاً عن معارض الفن التشكيلي والكتب والفعاليات الثقافية، بيت الثقافة الذي استقبل الآلاف من الشعراء والمثقفين والفنانين العرب واليمنيين أصبح بيتاً لبيع الملابس والأحذية".

وتساءل الرويشان "لماذا في بيت الثقافة رغم وجود ألف صالة وصالة في صنعاء؟ واقعة هي خلاصة هذا العهد الأغبر!".

وكتب عبد الإله النزيلي: "بيت الثقافة في صنعاء حولوه الحوثيون إلى محل تجاري لبيع الملابس، لأنهم أعداء للثقافة، أعداء للتعليم، أعداء للرقي. باختصار هم مشروع موت وقتل وتدمير".

وبرر رئيس هيئة الكتاب المعيّن من الحوثيين، عبد الرحمن مراد، الخطوة بأنها "نشاط خيري" لتوفير الملابس بسعر زهيد، تنفذه إحدى المؤسسات المحلية. وقال مراد عبر "فيسبوك": "في برنامجهم (المؤسسة) لهذا الأسبوع فعالية خيرية حيث ستقوم بتوزيع ملابس على أبناء الشهداء مجاناً، نحن جزء من هذا الشعب المجاهد، ونعمل على المساهمة في التخفيف من المعاناة، ولسنا تجاراً، ولن نغير من وظائف المؤسسات، بل نحن أكثر حرصا عليها".

وغرّد محمد المقرمي: "بيت الثقافة في صنعاء يتحوّل في عهد مليشيا الحوثي إلى مركز تجاري لبيع الأزياء، في اللحظات التي تستهدف فيها الهوية الثقافية اليمنية ويواكبها تغيير المناهج التعليمية بما يتناسب مع فكر المليشيا الإيرانية الدخيل على اليمنيين، في ظل صمت الأدباء والمثقفين والمؤسسات الثقافية باليمن".

انطلقت فكرة تأسيس "بيت الثقافة" أواخر عام 1996، لكن المشروع رأى النور في مايو/ أيار من العام 2000.

المساهمون