سيطر الحزن والغضب على منشورات فلسطينيين وعرب، بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي عن اعتقال 4 من الأسرى الفارين من سجن "جلبوع"، وهم محمود عبد الله عارضة ويعقوب محمود قادري وزكريا زبيدي ومحمد عارضة.
وحذر المغردون من تبني روايات الإعلام الإسرائيلي التي تعتمد بيانات أجهزة الأمن واستخباراته وتهدف إلى تفرقة الفلسطينيين، بعدما زعمت تقارير إعلامية إسرائيلية أن عرباً، في بلدة أم الغنم والناصرة، أبلغوا عن الأسرى.
المرابطة هنادي الحلواني كتبت: "نعم، أُلقي القبض على أربعة من أبطالنا، ولكنّ هذا لا يغيّر من بسالة المشهد وعظمة البطولة المكتنفة فيه! المشهدُ الحقيقي هو أن هناك ستة من العُزَّل خرقوا منظومة أمنِ لكيانٍ يرى نفسه الدولة الأقوى، وترى في جيشها جيشاً لا يقهر. ستة من الأبطال أثبتوا أن هذه القوّة التي تروّج لنفسها الخرافات ما هي إلا قوّة كرتونيّة هشّة تكسر بإرادة مناضلٍ واحد. ستة من أبطالنا علّموا الاحتلال درساً لن ينساه، وعلّمونا ألف درسٍ في النضال، والبسالة، واليقين، والمقاومة. لا تجعلوا الاحتلال يزحزح عظمة هذه الصورة ويكسر جلال هذا المشهد. واحتفوا بأبطالكم!".
وأشار الصحافي وائل عواد: "هل تعرفون أين يختبئ الأمل العظيم؟ في الحزن الشديد البادي على وجوه الناس صباح هذا اليوم".
وكتب الناشط عمار قنديل من الناصرة: "ما في أي نية تصديق رواية الشرطة بهاي البساطة، هي محاولة لتسخيف الحدث قدام الفشل، ومحاولة لتصغير البطولة قدام العجز! عملاء وجواسيس وهِبل موجودين بكل محل، بالناصرة وغير الناصرة، فش اشي بتخبى، كله ببين. السخف طبعًا ربط الموضوع بالبلد، أو بالسياسة الداخلية وتاريخ البلد. وفي حال كانت رواية الشرطة صحيحة، وزر الإخبارية بتقع على صاحبها، لا حارته، لا بلده ولا عيلته! من مصلحة الشرطة زرع صورة عمالة من جهة وذل للأسرى من جهة، لا تكونوا أسرى لفخ الشرطة. الحرية لأسرى الحرية".
وكتبت النائبة السابقة حنيني زعبي: "فروا لكي نُحلّق والعبرة في البدايات، أما النّهاية فيخطّها شعب كامل يحفُر نفقَه للحريّة".
وقال الأسير المحرر أمير مخول: "صورة مؤلمة. حرب على معنوياتنا – حرب على معنويات الشعب. لن تنحفر صورة في الوجدان الفلسطيني ولا في الإخفاق الإسرائيلي، كما هي صورة فتحة نفق الحرية، المسعى الإسرائيلي الحالي هو احتلال معنويات شعبنا الفلسطيني، وزرع الشك والشقّ بين مكوناته في الداخل وفي الضفة والقطاع. لكن المعنويات والإرادة هي ملك أصحابها فقط. لا يمكن للأسرى حين خططوا تحرير أنفسهم إلا وأخذوا بالحسبان كل الاحتمالات وفي مقدمتها الحريّة وبذات المدى الشهادة، وكذلك إلقاء القبض عليهم أحياء".
وكتب الناشط المقدسي أسامة برهم: "روايتان يتم تسويقهما؛ الأولى: كانا جائعين، وحيدين، وأبلغ عنهما شخص عربي. العبرة المطلوبة: لا تهرب من سجنك، ستموت جوعا ووحدة وخيانة، لن تجد لك ملجأ كزنزانتك. الثانية: لم يبلغ أحد عن زكريا وصديقه، بل هناك وحدة تعقب مميزة ترصد حجم الحذاء وشكله وتطارد علبة السجائر الفارغة الملقاة في أرض بور. العبرة المطلوبة: إعادة الهيبة لأجهزة أحرجها النفق وهزمتها الملاعق، وتذكير كل واحد منا أننا تحت المجهر، حتى لو كنا بلا هواتف ذكية، وتسويق لجهاز استخباراتي جديد وتحذير للذين بالأسر وخارج الأسر. باختصار، هزمهم الستة على الأرض وهزمونا بالإعلام الموجه، ونحن ننقل الرواية من دون وعي. ربنا معهم".
وأشار الصحافي بكر جبر زعبي: "لاحظوا الفرق بين صور محمود العارضة ويعقوب قادري عند اعتقالهما مساء أمس في جبال الناصرة، وصور زكريا الزبيدي ومحمد العارضة بعد اعتقالهما فجر اليوم في جبل الطور، ستفهمون ماذا تحاول المؤسسة أن تفعل. لم يرق لهم كيف انتشرت بالأمس صورهما بهذه النظرات واللحى المحلوقة والرؤوس المرفوعة، فأصروا على تصوير الزبيدي ومحمد العارضة على هذا الشكل. لأن المعركة هي معركة معنويات وصمود، ولأن هؤلاء الأسرى هزوا وضربوا صورة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لهذا ستسعى لئلا تظهرهم في مظهر الأبطال والصامدين، بل على العكس. وهذا يفسر كمية الكذب في الرواية التي قالت إن الأسيرين أمس كانا يبحثان عن الطعام في القمامة أو طلباه من أحد".
طريق الأسرى الستة كان معروف، الشهادة أو العودة للأسر. لكن عزاءنا الوحيد أنّ محمود العارضة حينما قرّر بعد 25 عامًا من الاعتقال أن يخرج من سجنه ليذهب في جولة إلى فلسطين، قام بذلك، رغم أنف إسرائيل.
— Meqdad (@Almeqdad) September 11, 2021