استمع إلى الملخص
- تنشط المنظمة في تعزيز التضامن مع فلسطين من خلال الأنشطة التثقيفية والتظاهرات، مشجعة السكان الأصليين على دعم النضال الفلسطيني ومؤكدة على الروابط بين الشعوب المضطهدة.
- تدعو المنظمة إلى محاسبة الشخصيات العامة التي لا تدعم المقاطعة لإسرائيل وتؤكد على أهمية التضامن العالمي ضد الظلم، معتبرة دعم فلسطين جزءاً من نضالها ضد الرأسمالية والاستعمار.
تعامل أغلب الأصوات الممثلة للشعوب الأصلية في أميركا الشمالية مع المقاومة الفلسطينية كجزء من نضال عالمي ممتد ضد الاستعمار. بين هذه الأصوات، تقف منظمة الأمة الحمراء واحدة من أهم الداعمين لفلسطين، إذ عبرت المنظمة عن موقفها مبكّراً تجاه عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وأصدرت بيانها التضامني الأول بعد أيام قليلة فقط من بدء العدوان.
كان بيان المنظمة واضحاً وصريحاً، ليس فقط في مُطالبته بوقف الحرب، بل واعترافه بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، والتذكير بأوجه التشابه بين نضال الفلسطينيين والشعوب الأصلية لأميركا الشمالية. أشار البيان إلى الجرائم الإسرائيلية التي ترتكبها إسرائيل في حق الفلسطينيين منذ عقود بدعم وتأييد من الولايات المتحدة والدول الغربية، كما سخر من وصف الحرب على غزة بـ "الصراع"، وهو وصف متداول داخل الدوائر الرسمية والإعلامية في الولايات المتحدة وأوروبا. يقول البيان إن "وصف هذه الحرب بالصراع يُخالف الحقيقة، إذ نعلم جميعاً أن هذا الوصف قد اعتادت الأنظمة الاستعمارية على استخدامه من أجل التغطية على جرائمها. لقد وُصفت الإبادة الجماعية للسكان الأصليين من قبل على أنها صراع بين المستوطنين المتحضرين والمتوحشين من أصحاب الأرض، ووصف السكان الأصليين بالإرهابيين البرابرة لمجرد أنهم يدافعون عن أرضهم".
من أجل هذا، طالب البيان زعماء القبائل وجميع السكان الأصليين في أميركا الشمالية بالإعلان عن دعمهم للشعب الفلسطيني في نضاله ضد المحتل. أكد البيان أن الأمم والشعوب الأصلية قد واجهت من قبل نفس الجرائم الاستعمارية الاستيطانية التي يتعرض لها الفلسطينيون اليوم، وواجب على السكان الأصليين في كل مكان أن يدعموا أقاربهم الفلسطينيين في نضالهم المستمر ضد القوى الاستعمارية.
عن منظمة الأمة الحمراء
تأسست منظمة الأمة الحمراء عام 2014 على يد مجموعة من الناشطين من السكان الأصليين. تسعى المنظمة، كما يقول بيانها التأسيسي، إلى تحرير الشعوب الأصلية والمستعمرة في أميركا الشمالية وكافة أنحاء العالم عن طريق التحرر من الرأسمالية والاستعمار. من خلال العمل المباشر والبرامج التثقيفية، تسعى المنظمة إلى تجاوز التهميش الذي يتعرض له السكان الأصليون في الولايات المتحدة. كما تهدف أيضاً إلى تسليط الضوء على التدمير والعنف الممنهج الذي يُمارس تجاه ثقافة السكان الأصليين. تكافح المنظمة، كما تقول، من أجل التحرر وإعادة الحقوق إلى أصحابها عن طريق الدعوة إلى شكل أكثر اعتدالاً من الرأسمالية والسلطة الأبوية.
في الوقت الذي لاذ فيه العديد من المؤسسات الثقافية والمجتمعية في الولايات المتحدة بالصمت، كانت منظمة الأمة الحمراء واضحة في مواقفها ورؤيتها لهذه الجريمة التي ترتكبها إسرائيل. على الموقع الرسمي للمنظمة، يمكن الاطلاع على العديد من البيانات الصادرة عن المنظمة بشأن القضية الفلسطينية، حتى من قبل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. في أحد هذه البيانات، أعربت المنظمة عن صدمتها في المجتمع الدولي وتحيزاته الاستعمارية، مؤكدة أن العدوان الإسرائيلي لم يكن ممكناً لولا الدعم الدولي له؛ فالدول "الاستعمارية التي تسلب أراضينا وتحتلها هي نفسها التي تدعم إسرائيل في احتلال فلسطين وتهجير أهلها من أرضهم قسراً. نحن نرى العائلات الفلسطينية ونلمس صمودها في مواجهة العنف اليومي الذي يمارسه نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، بينما نؤكد على حق الشعوب التي تواجه الاحتلال في الدفاع عن نفسها ومقاومة العنف الاستعماري". وفي ختام البيان، دعت المنظمة إلى تحرير فلسطين والاعتراف بحق الفلسطينيين كشعب مقهور ومضطهد في مقاومة الاحتلال والإبادة الجماعية التي يتعرض لها.
في سياق مطالبها بنشر العدل والمساواة بين شعوب العالم، تطالب منظمة الأمة الحمراء بنظام دولي جديد يقوم على السلام والتعاون والعدالة، وقد مثلت هذه المبادئ دافعاً قوياً لتعامل أفرادها مع النضال الفلسطيني كنموذج للمقاومة المشروعة والواجبة ضد الاستعمار والهيمنة.
يتضمن البرنامج التثقيفي لمنظمة الأمة الحمراء كثيراً من الأنشطة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، كالندوات وحلقات النقاش. يمكن تبين مدى الاهتمام الذي توليه المنظمة للقضية الفلسطينية من المساحة التي تتيحها على موقعها لهذا الغرض، إلى جانب الأنشطة والفعاليات التي لم تتوقف منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. كما يشارك أعضاء منظمة الأمة الحمراء باستمرار وهم بالآلاف في الحراك المستمر والتظاهرات الداعمة لفلسطين، ولهم حضور بارز في الكثير من الأنشطة الحية والتفاعلية في أنحاء الولايات المتحدة الأميركية وكندا.
تأكيداً لهذا الالتزام الأخلاقي، تتعهد منظمة الأمة الحمراء بمحاسبة المشاهير والسياسيين والرياضيين والفنانين من السكان الأصليين الذين لا يلتزمون بحركة المقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل. كما تتعهد أيضاً بدعم أفرادها لحق العودة للفلسطينيين، والتضامن الكامل مع الفلسطينيين في الشتات من خلال منحهم مساحة للتنظيم والتحدث. كما تدعو المنظمة أعضاءها إلى تقديم واجب الضيافة للفلسطينيين أينما كانوا، ودعم المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها.