عزّت المنصّة الاجتماعيّة ديسكورد عائلات ضحايا جريمة إطلاق النّار التّي شهدتها مدينة بوفالو في ولاية نيويورك الأميركيّة في 14 مايو/ أيّار الحالي، بعد تداول معلومات كشفت أن جُزءاً من مخطّط العمليّة سبق وأن نُشر على المنصّة.
ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإنّ "ديسكورد"، التّي نشرت عليها مقاطع من الجريمة، تتعاون مع المسؤولين الأمنيّين في توفير معلومات مهمّة موجودة في حساب منفّذ الجريمة بايتون غندرون، إذ يُعتقد أنّه خطّط لجريمته على خادم خاص بالشبكة.
وحسب موقع كوتاكو، أظهرت صور التُقطت من المنصّة، ونُشرت على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ غندرون نشر تفاصيل عميقة مُتعلّقة بالتّخطيط لمجريات جريمته قبل وقت طويل على قيامه بها.
وكانت "نيويورك تايمز" قد اعتبرت "ديسكورد" المنصّة الاجتماعيّة المفضّلة لمُناصري اليمين البديل في الولايات المتّحدة الأميركية، ممّا دفع الشركة في وقتٍ لاحق للإعلان عن البدء بتنفيذ جهود استباقية لمُكافحة خطابات الكراهيّة.
في السياق نفسه، قال مُتحدّث باسم منصّة تويتش لموقع كوتاكو إنّ الشّركة تنبّهت وحرصت على قطع البثّ بعد أقل من دقيقتين من بدء عمليّة إطلاق النّار. كما أشار إلى أنّ الفريق التّقني يعمل على مراقبة وحظر الحسابات التّي تُعيد بثّ المحتوى العنيف للعمليّة.
كذلك، أوقفت "تويتش"، المملوكة من طرف شركة أمازون، حساب غندرون على المنصّة، وعبّرت عن اتّباعها لـ"سياسة عدم التّسامح مُطلقاً مع أيّ نوعٍ من العُنف"، وعن استعدادها للردّ بسُرعة والتّبليغ عن أيّ خطاب كراهية من هذا النّوع للجهات القانونيّة المُختصّة.
وتعتبر كلّ من "ديسكورد" و"تويتش" منصتين بديلتين يلجأ إليهما مُناصرو اليمين البديل وأنصار نظريّة تفوّق العرق الأبيض في الولايات المُتّحدة الأميركية، لأنّه من الأصعب ضبطها على العكس من منصاتٍ مثل تويتر وفيسبوك.
وسبق أن أنشأت جماعات يمينيّة أميركيّة مُتطرّفة مجموعات خاصّة بها على "ديسكورد"، روّجوا فيها لخطابات عُنصرية ضدّ مجموعات عرقيّة ودينيّة معيّنة. ونُظم على إثرها مسيرات جماهيريّة، كمسيرة "توحيد اليمين" في العام 2017، والمعروفة بـ "احتجاجات شارلوتسفيل" في ولاية فيرجينيا، احتجاجاً على رغبة بعض النّاشطين الحقوقيين في إزالة تمثال لأحد الجنرالات المؤيّدين للعبودية خلال الحرب الأهليّة الأميركيّة. نتج عن هذه المسيرة مقتل امرأة وإصابة 35 آخرين، إثر صدمهم بسيارة يقودها أحد المؤيدين لليمين المتطرّف.
وفي ألمانيا خلال العام 2019، بثّ أحد المُتطرفين على "تويتش" عملية اعتداء استهدف فيها معبداً يهودياً ومطعماً في مدينة هاله، وبلغ عدد مشاهدات البث الذي استمر لمُدّة 35 دقيقة قرابة 2200 شخص، قبل أن تحذفه المنصّة، وتعلن عن قيامها بالإقفال النهائي لأيّ حساب يعيد نشر هذا المُحتوى. وكان المتطرّف الألماني قد سبق منفذ اعتداء بوفالو، بعد أن خطّط لعمليته بشكلٍ مسبقٍ على المنصّة.
يُذكر أنّ هجوم بوفالو أودى بحياة 10 أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون، بعدما أطلق مُسلّح أبيض، يبلغ من العُمر 18 عاماً، النّار على عددٍ من الأشخاص في سوق تجاري في شارع جيفرسون في بوفالو، وهي منطقة غالبيّة سكّانها من السّود، الأمر الذي دفع المنفّذ إلى استهدافها بحسب بيان من 180 صفحة كان قد نشره في حسابه على "تويتش".