من الفن إلى النضال: سوريات تحوّلن إلى رموز لمواجهة الأسد

03 يناير 2025
مي سكاف في جنازة فدوى سليمان في باريس، 23 أغسطس 2017 (زكريا عبد الكافي/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- لعبت النساء السوريات دورًا محوريًا في النضال ضد نظام الأسد، حيث شاركت شخصيات مثل فدوى سليمان ومي سكاف وأصالة نصري ورزان زيتونة وغالية الرحال في الاحتجاجات والأنشطة الثقافية والحقوقية.
- تعرضت فدوى سليمان ومي سكاف للاعتقال والملاحقة، مما اضطرهما للعيش في المنفى، بينما استخدمت أصالة نصري صوتها لدعم النضال السوري، واختطفت رزان زيتونة ولا يزال مصيرها مجهولًا.
- غالية الرحال دعمت الحراك الشعبي بأنشطة إنسانية، واضطرت لمغادرة سوريا، مما يعكس نجاح المعارضة في السعي نحو الحرية.

لعبت العديد من النساء في سورية دوراً أساسياً عبر السنوات في النضال ضد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وتحوّلن إلى رموز لمقارعة الاستبداد. وبدأ الشعب السوري نضاله ضد انتهاكات حقوق الإنسان والقمع الذي مارسه نظام الأسد قبل سنوات من انطلاق الثورة عام 2011. بعدها برزت شخصيات نسائية مثل فدوى سليمان، ومي سكاف، وأصالة نصري، ورزان زيتونة، وغالية الرحال، كأيقونات ورموز للنضال ضد النظام الاستبدادي.

وأسفرت الحرب عن مقتل مئات الآلاف من السوريين، وتعرض مئات الآلاف أيضاً للتعذيب على يد النظام المخلوع، بالإضافة إلى لجوء وهجرة ملايين الأشخاص. وخلال هذه الفترة، شارك العديد من الشخصيات المعارضة للنظام، وبينهم موظفون عسكريون ودبلوماسيون وأكاديميون وصحافيون، في معارضة ومقارعة الأسد بطرق مختلفة. كما شاركت النساء السوريات من فنانات وناشطات ومدافعات عن حقوق الإنسان في الاحتجاجات والمسيرات ونشر المجلات والصحف وكتابة المقالات، بالإضافة إلى إنتاج الأفلام الوثائقية، للتعبير عن اعتراضهن ومحاولة إيصال أصواتهن إلى المجتمع الدولي.

فدوى سليمان: رمز للنضال ضد النظام

فدوى سليمان غادرت إلى فرنسا بعد ملاحقة النظام لها(فيسبوك)
(فيسبوك)

برزت الممثلة وفنانة الدوبلاج فدوى سليمان بوصفها أحد أبرز الوجوه النسائية في النضال ضد نظام الأسد. ولدت سليمان في 17 مايو/ أيار 1970 في مدينة حلب شمالي سورية، وكانت في مقدمة الصفوف في الاحتجاجات ضد نظام الأسد، ما جعلها واحدة من أبرز الشخصيات النسائية المقارعة للاستبداد. بعد اشتداد الحرب، غادرت الممثلة سورية، حيث عاشت في المنفى في فرنسا، وتوفيت في 17 أغسطس/ آب 2017 في باريس عن عمر ناهز 47 عاماً، بعد إصابتها بمرض السرطان.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

مي سكاف: من أوائل الفنانات الداعمات للثورة

وفاة الفنانة السورية مي سكاف (فيسبوك)
(فيسبوك)

كانت مي سكاف من أوائل الفنانات اللواتي دعمن الانتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد، ما حوّلها إلى أحد أهم الرموز النسائية في النضال ضد الاستبداد الأسدي. ساهمت سكاف في العديد من المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات، وشاركت في الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد التي بدأت عام 2011. بعد أن اعتقلت عدة مرات من قبل النظام بين عامي 2011 و2013، انتقلت للعيش في باريس، حيث واصلت دعمها قضية الشعب السوري، وأصبحت بذلك واحدة من أبرز الفنانات المعارضات للأسد، ورمزاً للنضال ضد الاستبداد، قبل أن تتوفى في باريس في 28 يوليو/ تموز 2018.

أصالة نصري: صوت داعم لنضال شعب سورية

أصالة نصري (ميشيل بورو/ Getty)
(Getty)

ولدت المطربة أصالة نصري في 15 مايو/ أيار 1969 في دمشق، وبرزت ضمن الأسماء المناهضة للأسد والداعمة لنضال الشعب السوري من أجل الحرية. ومنذ اندلاع التظاهرات الشعبية عام 2011، دعمت نصري مطالب الشعب السوري، وناهضت السياسات الاستبدادية التي اتسم بها نظام الأسد، كما أظهرت مواقف إنسانية خلال الحرب الداخلية، وسلّطت الضوء على معاناة الشعب السوري، من خلال تصريحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي سبتمبر/ أيلول 2014، شاركت أصالة نصري في أنشطة وفعاليات يوم السلام العالمي الذي نظمته الأمم المتحدة في العاصمة الهولندية أمستردام، وجرى تنصيبها سفيرة للسلام بمنطقة الشرق الأوسط من قبل منظمة ماستر بيس (MasterPeace)، لمساهمتها في بناء السلام من خلال الموسيقى.

رزان زيتونة: مصير مجهول للمدافعة عن حقوق الإنسان

رزان زيتونة\سورية\فيسبوك
(فيسبوك)

عُرفت المحامية والناشطة الحقوقية رزان زيتونة بصفتها إحدى الشخصيات التي ألهمت السوريين في مسيرتهم لتحقيق العدالة لكل السوريين. في عام 2001، كانت زيتونة جزءاً من فريق المحامين المدافعين عن المعتقلين السياسيين في سورية، وأسست الجمعية السورية لحقوق الإنسان، التي وثّقت انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. وفي عام 2013، اتهمها نظام الأسد بـ"العمالة لجهات خارجية"، وهي تهمة غالباً ما كان يطلقها نظام الأسد المخلوع على معارضيه، قبل أن يجري اختطافها ولا يزال مصيرها مجهولاً.

غالية الرحال: ناشطة مناهضة لاستبداد الأسد

الناشطة الحقوقية السورية غالية الرحال (فيسبوك)
(فيسبوك)

ولدت غالية الرحال عام 1974 في مدينة الرقة، شمالي سورية، وبرزت ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومناهضة عنيدة لاستبداد الأسد. الرحال التي طالما عرفت بجهودها في دعم النساء السوريات والمشاركة في العمل الإنساني، دعمت وبقوة الحراك الشعبي في سورية ضد نظام الأسد، من خلال أنشطة إنسانية ومؤتمرات ودورات تدريبية.

وبعد الضغوط التي تعرّضت لها، اضطرت الرحال إلى مغادرة سورية وانتقلت إلى ألمانيا، حيث واصلت دعم الشعب السوري ونضاله على طريق الحرية والتخلص من الاستبداد، وتسليط الضوء على معاناته في مختلف المحافل الدولية.

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق، عقب السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاماً من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

(الأناضول)

المساهمون