استمع إلى الملخص
- شهد المهرجان عروضًا متنوعة من عدة دول عربية، بما في ذلك "بيدرو والنقيب" لإيهاب زاهدة من فلسطين، و"حياة سعيدة" لكاظم نصار من العراق، متنافسةً على جوائز المهرجان المتعددة.
- "بيدرو والنقيب"، مسرحية تسلط الضوء على الصراع الإنساني والأيديولوجي في غرف التحقيق، حصدت إعجاب الجمهور والنقاد، ونالت جوائز عدة في مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي، بما في ذلك أفضل عمل مسرحي متكامل وأفضل إخراج.
انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان، أخيراً، فعاليات مهرجان المسرح الحر الدولي تحت شعار "أهل شجر الزيتون". ويقول القيّمون على المهرجان إن هذه الدورة تُقام "تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". وتتواصل فعاليات التظاهرة حتى الرابع من شهر يوليو/تموز الحالي.
وبدأت فعاليات حفل افتتاح مهرجان المسرح الحر الدولي بعرض فيلم تسجيلي بعنوان "المحطة" من تأليف وسيناريو وحوار علي عليان، وإخراج منذر خليل مصطفى، ثم تلاها عرض مسرحية "هناي" من الأردن، للمخرج الأردني عمر الضمور.
وتشارك في عروض المهرجان، مسرحية "بيدرو والنقيب" للمخرج إيهاب زاهدة من فلسطين، و"حياة سعيدة" للمخرج كاظم نصار من العراق و"ذاكرة صفراء" للمخرج حسن العلي من السعودية، و"سيناريو وحوار" للمخرج فيصل العبيد من الكويت، و"11.14" للمخرج المعز القديري من تونس.
وتتنافس عروض المسار الدولي في مهرجان المسرح الحر الدولي على ذهبية المسرح الحر لأفضل عمل مسرحي متكامل وفضية المسرح الحر لأفضل عمل مسرحي متكامل وبرونزية المسرح الحر لأفضل عمل مسرحي متكامل وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل ممثل وممثلة وأفضل إخراج مسرحي وجائزة السينوغرافيا
لا يبدو أنّ لقطاع غزة حضوراً في المهرجان سوى في الشعار وما يشير القيّمون إليه بأنّه "تضامن". فعاليات كثيرة تُقام في العالم العربي "تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة". بعضها يخصَّص جزء من ريعه للتبرّع للجهود الإغاثية في القطاع، وبعضها الآخر يكتفي برفع هذا الشعار الذي يُسمن ولا يُغني من جوع. هو ليس سوى شعار يحاول فيه القيّمون على هذه الفعاليات إقحام قطاع غزة في أمسياتهم كي يبرّروا عدم إلغاء هذه التظاهرات والنشاطات الفنية والثقافية. لكن، ماذا سيفعل الفلسطينيون الذين يتعرّضون لإبادة جماعية يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ تسعة أشهر ضده بهذا التضامن؟
يلفتنا في هذه المسرحيات، عرض "بيدرو والنقيب"، وهو عمل من تأليف الكاتب الأوروغوياني ماريو بينيديتي (1920 - 2009)، وأخرجه إيهاب زاهدة. يدور العمل في غرفة تحقيق في أحد السجون الأوروغويانية. بيدرو مُعتقل سياسي، والنقيب يحقق معه ويعذّبه مطالباً إياه بالاعتراف. كل فصل من فصول المسرحية ينتهي بصرخة بيدرو: "لا". وهكذا إلى أن ينهار المُحقّق عوضاً عن انهيار المُعتقَل.
يقول زاهدة عن المسرحية: "في أي عملية يمكن لأي كائن طبيعي أن يتحول إلى جلاد، وهذه المسرحية ليست مواجهة بين وحش وقديس، وإنما رجلان كائنان من لحم ودم، كل واحد منهما يتمتع بنقاط ضعف ونقاط مقاومة، المسافة بين الأول والثاني هي أولاً وقبل كل شيء أيديولوجية، وهناك ربما يكمن المفتاح لفوارق أخرى تشمل الأخلاق والنفس والحساسية". يؤدي الدورين كل من رائد الشيوحي ومحمد الطيطي. وكان قد حصد العرض عدداً من جوائز مهرجان الإسكندرية المسرحي الدولي في سبتمبر/أيلول 2023، إذ نال جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل، وجائزة أفضل إخراج لإيهاب زاهدة، وجائزة أفضل ممثل مناصفة بين الفنانين رائد الشيوخي ومحمد الطيطي عن دورهما في العمل، إضافة إلى جائزتي أفضل إضاءة وأفضل ديكور.