استمع إلى الملخص
- تُعبر الهمامي عن إعجابها بالتنوع في التراث الغنائي اليمني، وبدأ شغفها بالأغاني الصنعانية ثم توسع ليشمل المدارس الغنائية الأخرى.
- شاركت الهمامي في مهرجانات داخل تونس وخارجها، وتؤكد أن الجمهور التونسي يتقبل الأغنية اليمنية بإعجاب، مشيدة بجهود الموسيقيين اليمنيين في إحياء التراث.
من مدينة باجة في شمال غرب تونس، انطلقت الشابة مهر الهمامي إلى العاصمة تونس لتحقيق حلمها في دراسة الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى. بدأت رحلتها مع الغناء والموسيقى، وهي رحلة توجت بالحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه في العلوم الموسيقية.
قررت مهر الهمامي خلال رحلتها أن تستلهم الغناء العربي من جذوره الأولى، فغاصت في تاريخ الغناء اليمني الذي يعد أصل الغناء في الخليج العربي والجزيرة العربية. وأصبحت بذلك سفيرة للأغنية اليمنية في تونس والمغرب العربي، وأستاذة العلوم الموسيقية، وباحثة في التراث الموسيقي اليمني.
تُعبر الفنانة التونسية عن إعجابها الشديد بالطرافة والتنوع الذي يزخر به التراث الغنائي اليمني، خاصة الغناء الشعبي والتقليدي. وتُشير إلى أن أصوات المطربين اليمنيين تتميز بالسلاسة والقوة، مع إبرازها لصوت الفنان أبو بكر سالم بوصفه أحد أقوى الأصوات الرجالية في الوطن العربي.
بدأ شغف مهر الهمامي بالفن اليمني من خلال الاستماع إلى الأغاني الصنعانية، ثم اتسع شغفها ليشمل جميع المدارس الغنائية في اليمن، منها الحضرمية والعدنية واللحجية وغيرها. ترى الهمامي أن الفن اليمني يتميز بالتنوع والثراء نظراً إلى عمقه التاريخي وموقعه الاستراتيجي، ما انعكس على تنوع رصيد التراث الغنائي اليمني ليصبح مرجعية أساسية لكثير من الجهود الفنية التجديدية.
وتؤكد الهمامي في حديث مع "العربي الجديد" أن الغناء التقليدي في اليمن يُعد من أرقى الأشكال التراثية الموسيقية، نظراً إلى عراقته التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ "يتميّز هذا الغناء بالدقة ويمكن تأديته من المحترفين والهواة الماهرين بسبب التقنيات الفنية العالية التي يتطلبها".
انحازت الفنانة التونسية انحيازاً خاصاً إلى الغناء الصنعاني، الذي يحتل الصدارة في الساحة الغنائية اليمنية. وتعتقد أن هذا النوع من الغناء هو من أبرز ألوان التراث الغنائي اليمني، نظراً إلى عراقته واعتماده على الشعر الحكمي "الفصيح" خاصة "الحميني" الذي يمزج بين العامية والفصحى. لذا أعجبت الهمامي بالغناء الصنعاني وأثّرت بها مقوماته، ما جعلها تتخصص به أكاديمياً وتحصل على درجة الماجستير في علوم الموسيقى عام 2017 عن رسالتها حول الأغنية الصنعانية، ثم درجة الدكتوراة حول الموشح الصنعاني في القرن العشرين.
ترى الفنانة التونسية أن الموسيقى اليمنية تزخر بخصوصية تعكس بصمة ثقافية حضارية عريقة، وتحتفي بألوان غنائية متنوعة مصنفة بحسب تسمية المناطق، وتشير إلى الأغنية الصنعانية التي رسخت بقاءها في ظل منافسة الأغاني المستوردة والمحلية.
من أكثر الأغاني التي تؤثر بالهمامي أغنية "وا مغرد بواد الدور" فتصفها بأنها أغنية صعبة الأداء وتحمل ألحاناً شجية، وتعتبر أداء الفنان أبو بكر سالم لهذه الأغنية خرافياً. كما تشير إلى أغنية "وا نسيم السحر هل لك خبر" التي ترجع كلماتها للشاعر الأندلسي ابن سناء الملك، مشيرة إلى العلاقة الكامنة بين الموشح الأندلسي والموشح الحميني في صنعاء.
تعتبر الهمامي "الملألأة" أحد أكثر الأشكال الغنائية التي تشدها، خاصة حين تغنيها الفنانة الراحلة منى علي. وتصف هذا الطابع الغنائي المرتجل بأنه "يعكس حكاية مستمدة من الواقع، ويمتاز بالعفوية والاعتماد على الصوت من دون الحاجة إلى مصاحبة فرقة موسيقية".
شاركت الهمامي في غناء عدد من الأغاني اليمنية في مهرجانات في تونس وخارجها، مثل "طيوب يمانية"، و"قصة عشق"، و"ريحانة". وتؤكد أن الجمهور التونسي يتقبل الأغنية اليمنية بإعجاب، خاصة عندما تغني المواويل اليمنية أو الملألأة.
وتأمل في حديثها مع "العربي الجديد" أن يهتم الفنانون اليمنيون والموسيقيون عامة بالتراث الغنائي اليمني، وإعادة إحيائه بصورة لائقة والعمل على التعريف به في أنحاء العالم، مثل ما يفعله بعض الفنانين الشباب حالياً وأبرزهم الموسيقار محمد القحوم والموسيقار أحمد فتحي.