أعلنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية، الاثنين، تسلمها ألف قطعة أثرية من أحد المواطنين في الديوانية في محافظة القادسية، جنوبي البلاد. فيما أكدت السلطات العثور على آثار وُصفت بأنها "كنوز أثرية" بمنطقة النبي يونس في محافظة نينوى، تعود لآلاف السنين، في وقت تستمر البعثات الأجنبية بالعمل على التنقيب في مناطق عدة من المحافظة.
وذكرت وزارة الثقافة، في بيان أنّها "تسلمت أكثر من ألف قطعة أثرية من أحد المواطنين، تضمنت مجموعة كبيرة من الخرز والحلي المصنوعة من الأحجار الكريمة، ومجموعة من المسكوكات وأدوات معدنية، ودمى، ورقيما طينيا، وجرة فخارية، وعددا من المكاحل الزجاجية وأواني حجرية وغيرها".
وأضافت: "تعد هذه المبادرة واحدة من مبادرات كثيرة قام بها عدد كبير من المواطنين، نتيجة تنامي الوعي لديهم بضرورة الحفاظ على الإرث الحضاري والإنساني للعراق، لاسيما وأن هناك متابعات وتوجيهات من قبل الهيئة العامة للآثار والتراث لحثّ المواطنين في جميع محافظات العراق بضرورة الحفاظ على آثار بلدنا".
من جهته، أشار مسؤول وحدة الإعلام والعلاقات في مفتشية آثار نينوى، مصطفى يحيى فرج، إلى أن "الآثار التي تم اكتشافها في منطقة النبي يونس هي عن طريق تنقيبات البعثة الرومانية، وأن العمل مستمر منذ عام 2018 ولحد الآن".
وأوضح فرج في تصريحات أنه "تمّ اكتشاف قصر آشوري يعود للملك سنحاريب وابنه الملك اسرحدون، ومن بعدهما الملك آشور بانيبال، الذي يعود للقرن السابع قبل الميلاد"، متابعاً أنّ "التنقيبات متواصلة في هذا القصر".
ولفت إلى أنّهم كانوا على معرفة سابقة بالقصر، لكن "لم تكن هنالك فرصة للتنقيب، إلّا بعد تحرير المحافظة عام 2018 من سيطرة تنظيم داعش".
ونبّه إلى أنّ "من أهم المكتشفات عدد من الثيران المجنحة، فضلاً عن نصوص مسمارية وبعض الآثار ذات الأصل المصري داخل هذا القصر تعود إلى فترة الملك اسرحدون، كما أن قاعة العرش في هذا القصر هي أكبر القاعات المكتشفة بقصور العراق القديمة، ويبلغ طولها 58 متراً وعرضها 18 متراً".
أما بخصوص عدد المواقع الأثرية في المحافظة، فلفت فرج إلى "وجود نحو 3 آلاف موقع تقريباً"، موضحاً أن "البعثات التنقيبية تعمل في أكثر من موقع، وتحديداً في نينوى ونمرود وخوسيباد، ويجري العمل في نينوى على البوابات الآشورية، فضلاً عن العمل في بوابة شمس".
وأبرمت عقوداً مع جامعات ألمانية وأميركية وإيطالية لتأهيل العديد من المواقع الأثرية، وإعادة فتحها أمام الزوار، ومن أبرز ما تحتويه نينوى الأثرية، قصر سنحاريب والجنائن المعلقة ومكتبة آشور بانيبال، آخر ملوك الإمبراطورية الآشورية العظماء، وهي مكتبة ضخمة عثر فيها على أكثر من 30 ألف لوح طيني.
واسترد العراق العام الماضي 18 ألف قطعة أثرية، منها ألواح طينية مسمارية أثرية كانت مهربة خارج البلاد في بلدان متفرقة، وهي "أكبر مجموعة" أثرية تُسترد لبلاد الرافدين، بحسب مسؤول في وزارة الثقافة، وقد هُرّبت وسُرقت خلال سنوات من جرّاء الحروب والأزمات والنبش خارج القانون.
وتعرّضت المواقع الأثرية في عموم العراق لتدمير وسرقة وإهمال كبير، خلال الحروب التي عاشتها البلاد خلال السنوات الماضية، وخصوصاً في المرحلة التي أعقبت غزو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
وسُرقت من متحف بغداد وحده نحو 15 ألف قطعة أثرية، و32 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري بعد الغزو الأميركي، كما دمّر تنظيم داعش الذي سيطر على ثلث مساحة البلاد في يونيو/ حزيران عام 2014 الكثير من المواقع الأثرية، غالبيتها شماليّ العراق. ويقول خبراء الآثار إن متشددي "داعش" دمروا قطع الآثار الكبيرة وسرقوا القطع الصغيرة للاتجار بها.