مواقع التواصل في 2025... لا حياة إلا للفيديو

04 يناير 2025
تستثمر "ميتا" في الواقع المعزز (غلين شابمان/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- من المتوقع أن يهيمن المحتوى المرئي، خاصة الفيديو، على منصات التواصل الاجتماعي بحلول 2025، مع تعزيز "ميتا" و"تيك توك" لتركيزهما على الفيديو والواقع المعزز.
- ستشهد منصات التواصل تكاملاً أعمق للذكاء الاصطناعي، حيث تخطط "ميتا" لاستخدامه في إنشاء المحتوى، بينما تعزز "تيك توك" و"إكس" قدرات البحث والاكتشاف.
- رغم التحديات، هناك فرص للنمو والابتكار، حيث تسعى "إكس" لتعزيز استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، بينما توسع "تيك توك" خدماتها لجذب فئات عمرية جديدة.

ما هي التوقعات العالمية لتطوّر مواقع التواصل الاجتماعي في 2025؟ وكيف سيتغيّر شكل المحتوى الذي ينتجه ويستهلكه المستخدمون على هذه المنصات؟ المؤشرات الأولية تؤكد أن المحتوى المكتوب والنصوص ستواصل هبوطها نحو قاع اهتمامات مواقع التواصل الاجتماعي بينما سيكمل المحتوى المرئي، الفيديو تحديداً، تصدّره المشهد، سواء عبر الفيديو التقليدي أو ذاك المخلوق بالواقع المعزز. كما ستواصل مواقع التواصل دمج الذكاء الاصطناعي في ميزاتها، في محاولة لمسايرة التطورات وتفادي التخلّف عن ركب المنافسين. 
هذا العام أيضاً لا يزال "فيسبوك" أكبر منصة اجتماعية في العالم. على الرغم من فقدانه لبعض مكانته لا يزال تطبيق شركة "ميتا" الرائد، يستضيف المستخدمين الأكثر نشاطاً، وبهامش كبير مقارنة مع المنافسين. أما "ميتافيرس"، المشروع الذي كان رئيسياً لـ "ميتا"، حتى أن الشركة غيرت اسمها من "فيسبوك" إلى "ميتا" لتعبّر عن هذا التغيير، فيبدو أنه تهمّش. فالصعود السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة قد أدى إلى هبوط أسهم هذا المشروع والتركيز على اللحاق بركب المنافسين. 
بينما "إنستغرام" لا يزال خليطاً من منصات تواصل عدة، إذ يقدّم كل شيء تقريباً، من دون التركيز على خدمة محددة، وإن كانت الريلز هي الأكثر قرباً من المستخدمين، نظراً إلى أنها خدمة المقاطع القصيرة المنافسة لـ"تيك توك". وبالحديث عن التطبيق الصيني الشهير، فإن شبح الحظر لا يزال يلاحقه في الولايات المتحدة دول أخرى في 2025.
أما بالنسبة لـ"إكس"، فيحاول المستخدمون قراءة مستقبله القريب، في ظل قيادة تفاجئ الجمهور بقرارات توصف بالعشوائية، والتي قد تُنفذ أو لا.
ونشر موقع سوشل ميديا توداي، المتخصص في أخبار مواقع التواصل توقعاته للتحولات التي سوف تشهدها هذه الشبكات في 2025، وهي كالآتي:

المزيد من الفيديوهات في مواقع التواصل

لا نقاش حول الكتابة في توقعات مواقع التواصل 2025. فقد جاءت جميع مكاسب التفاعل على "فيسبوك" أخيراً من منشورات الفيديو، وهو السبب في غرق صفحات المستخدمين بتوصيات لمقاطع فيديو حصراً. وعلى هذا النحو، يمكن توقع أن تواصل "ميتا" التركيز بشكل أكبر على محتوى الفيديو، وخاصة على "فيسبوك"، في عام 2025. ستحتاج "ميتا" أيضاً إلى أن تحث المستخدمين على نشر محتوى مرئي بكميات أكبر، لذا يمكن توقّع أن تشجع المنصة مختلف صنّاع المحتوى على إغراق المنصة بالفيديوهات. وبالنسبة لـ"إنستغرام"، الذي تملكه "ميتا" أيضاً، فهو حالياً يركزّ على "ريلز"، أي محتوى الفيديو أيضاً.
وسوف يركز "تيك توك" على الفيديو بطبيعة الحال في 2025، فهو خدمته الرئيسية. وإلى جانب المقاطع المسجلة، وحتى جلسات البث المباشر، تتحسن مبيعات "تيك توك" عبر البث المباشر مع نمو المستخدمين الأصغر سناً والأكثر استخداماً للإنترنت إلى فئات عمرية أكثر ربحية، ويبدو أنهم أيضاً أكثر استعداداً للإنفاق أثناء البث المباشر. لذا من الموقع أن يواصل "تيك توك" دفع خيارات التسوق أثناء البث المباشر في عام 2025.
توفر النسخة الصينية من "تيك توك" البحث داخل الفيديو، الذي يتيح للمستخدمين تحديد جزء من مقطع، واستخدامه كأساس لإجراء بحث. هذا يشبه البحث عن الصور من "غوغل"، حيث يمكن لك تسليط الضوء على عنصر من الصورة، ثم الحصول على نتائج أخرى بناءً على هذا العنصر المحدد. وهو ما قد يتاح للجمهور العالمي في 2025.
وبداية العام الماضي، أعلنت الرئيسة التنفيذية لشركة "إكس"، ليندا ياكارينو، بشكل عشوائي أن "إكس" أصبحت الآن منصة "فيديو أولاً"، ومع ذلك لم يتغير شيء فعلياً في التطبيق طوال العام المنصرم. لا تزال المنصة تحاول جعل الفيديو أولوية، وخاصة المحتوى الأصلي، فقد وقعت صفقات مع جهات عدة بينها المعلقون السياسيون اليمينيون. لهذا، يُتوقع تركيز أكبر على الفيديو في 2025، من خلال بوابة مخصصة للفيديو ستسلط الضوء على مقاطع الفيديو الشائعة.

الفيديو مع الواقع المعزز

يتوقع "سوشل ميديا توداي" دفع "ميتا" بأجهزة الواقع المعزز القابلة للارتداء في 2025، مع ميزات جديدة ستجعلها أكثر جاذبية، وذلك من خلال زيادة تجارب الواقع المعزز في منشورات "ميتا"، مثل تجربة المنتجات وخيارات وضع الأثاث مثلاً. ستسعى الشركة العملاقة إلى تعزيز حضور الواقع المعزز بأي طريقة ممكنة، بهدف تشجيع استخدام النظارات التي تبيعها، مع احتمال إضافة أيقونة جديدة داخل التطبيق إلى بروفايلات المستخدمين الذين لديهم نظارات "ميتا راي بانز"، بحيث تجعل امتلاك نظارات الواقع المعزز أو "راي بانز" رمزاً للمكانة في حد ذاتها، مثل علامة التحقق الزرقاء. كما تبحث "ميتا" عن تجارب لدمج الواقع الافتراضي في تطبيقاتها، مثل الألعاب التي تدمج بين الواقعين الافتراضي وغير الافتراضي.

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

الذكاء الاصطناعي في كل مكان

سبق أن صرح المدير التنفيذي لـ"ميتا"، مارك زوكربيرغ، بأنه يتوقع إنشاء المزيد من محتوى "فيسبوك" و"إنستغرام" بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتشجع "ميتا" نفسها ذلك من خلال دفع المستخدمين إلى دمج الذكاء الاصطناعي في منشوراتهم ومرفقاتهم. وقد عينت المطور مايكل سيمان، المتخصص في روبوتات الذكاء الاصطناعي، كما تنفق المليارات لإنشاء أدوات الذكاء الاصطناعي، لذلك فهي بحاجة إلى تبرير هذه المصاريف من خلال زيادة الاستخدام، ولهذا يمكن توقع المزيد من محتوى الذكاء الاصطناعي في "فيسبوك" و"إنستغرام".
ويتوقع "سوشل ميديا توداي" أن يكون التطور التالي هو فلاتر معززة بالذكاء الاصطناعي لصور "إنستغرام"، ما سيسمح بتعديل صور ومقاطع المستخدم نفسه. وتعمل "ميتا" بالفعل على أداة Movie Gen التي ستتمكن من تعديل الفيديو الملتقط باستخدام عناصر الذكاء الاصطناعي. ومع سعي "ميتا" إلى الاعتماد على أجهزة الواقع المعزز القابلة للارتداء، يتوقع تكامل "إنستغرام" مع الأجهزة القابلة للارتداء، مع المزيد من الطرق لنشر المحتوى من نظارات "راي بان"، بما في ذلك البث المباشر الذي سيحصل على مزيد من الوظائف. وقد يضيف "إنستغرام" قسماً مخصصاً لمحتوى "ميتا" الملتقط من "راي بان"، أو طريقة سهلة للبحث عن مثل هذا المحتوى، من أجل الترويج لما يمكن أن تفعله هذه النظارات.

كذلك لا تزال "تيك توك" تعمل أيضاً على البحث المدعوم بالذكاء الاصطناعي، داخل روبوت الدردشة الخاص بها، الذي من شأنه أن يوسع الاكتشاف، سواء في التطبيق أو عبر الإنترنت الأوسع. أما منصة إكس فتعمل على دمج أكبر عدد ممكن من عناصر الذكاء الاصطناعي التوليدي، على الرغم من انخفاض استخدام روبوت الدردشة الخاصة بها "غروك"، نظراً لأنه متاح فقط لمستخدمي نسخة "إكس بريميوم" المدفوعة، وهو ما دفعها لإتاحته قبل نهاية العام لجميع المستخدمين. وستسعى "إكس" إلى المزيد من الاستثمار في مشاريع الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بما في ذلك إنشاء الصور، وتحليل المنشورات، ونصائح تأليف المنشورات، وكل هذه الأشياء هي قيد الاختبار بالفعل في التطبيق، ويمكن أن تصل جميعها إلى عموم المستخدمين في مرحلة ما في عام 2025.

المساهمون