دعوة برلماني إيراني المفعمين بالآلات الموسيقية لمغادرة البلاد تخلّف غضباً واسعاً

أثارت دعوة برلماني إيراني محافظ لحظر استيراد الآلات الموسيقية، غضب الإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا أنه دعا من يهتم بها إلى مغادرة إيران. 

وكان النائب عن مدينة أردبيل (شمال غربي إيران) في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، كاظم موسوي، قد قال قبل أيام في حوار مع موقع "ديده بان" الإيراني إن "استيراد الآلات الموسيقية ليس في مصلحة البلاد لأن بلادنا جمهورية إسلامية. لماذا يجب أن تستورد هذه الآلات في ظل تقديم كل هؤلاء الشهداء والعلماء؟ مسألة الآلات الموسيقية وأدوات كهذه ليست مهمة كثيرا لنخصص النقد الأجنبي بالسعر الحكومي لاستيرادها". 

وأضاف موسوي أن "الآلات الموسيقية ليست من السلع الأساسية ليكون استيرادها لزاما، فوجود النظارة الشمسية وهذه الآلات لن يحدث أي تغيير في حياة السكان"، غير أن ما أثار غضب الإيرانيين أكثر هو هذا الجزء من تصريحات النائب، حينما دعا "الأشخاص الذين يبحثون عن الآلات الموسيقية والرغبات الشخصية إلى مغادرة إيران". 

موسيقى

التحديثات الحية

الموسيقى الفلسطينيّة... واقع واحد لأغانٍ كثيرة

واجهت تصريحات موسوي، اعتراضات حتى من جهات من التيار المحافظ الذي ينتمي إليه. وجاء أقسى الردود من مقدم البرنامج في التلفزيون الإيراني، المذيع الشهير محمد دلاوري، مخاطباً النائب بالقول إن "نشيدنا الوطني عزف بماذا؟ لم يعزفوه بغالونات الماء البلاستيكية وإنما بأدوات موسيقية". 

وردا على حديث موسوي عن أن استيراد هذه الآلات ليس في مصلحة البلاد، تساءل المذيع: "من طلب منك تحديد المصلحة؟ أنت تملك صوتا بالبرلمان، ادل به وأمش"، مضيفاً: "من طلب منك أن تعين من يبقى في إيران ومن يغادرها. هنا الوطن والأرض والحياة، لا يمكنك أن تعين. فمن عليه المغادرة هو من يفرق". 

واکنش مجری تلویزیون به اظهارات نماینده مجلس درباره ممنوعیت ورود آلات موسیقی به کشور

دلاوری: شما به چه حقی برای مردم تعیین تکلیف می‌کنید؟ مگر سرود ملی ما را با دبه زده‌اند؟ آن کسی باید برود که بین مردم تفرقه می‌اندازد./ایسنا pic.twitter.com/kYylkWDjj3

— خبرآنلاين (@khabaronlinee) December 13, 2021

إلى ذلك، لاقت تصريحات النائب موسوي تعليقات غاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي، فأصبح مستخدمون يواجهونها بإعادة نشر مقطع مصور عن حملة النائب الانتخابية قبل فوزه بمقعد برلماني، استخدم فيه الموسيقى. 

وغردت سحر قائلة: "لاحظوا الحملة الانتخابية لهذا النائب الذي يعارض استيراد الآلات الموسيقية ودعا كل من يطلبها إلى مغادرة إيران. أيها السيد النائب أنت من فزت في الانتخابات استعانة بالآلات الموسيقية ثم تهاجمها، لذلك أنت الأحرى بترك البلاد". 

ملاحظه ميفرماييد !!!
ستاد انتخاباتی همون نماینده‌ای که با وارادات آلات موسیقی به کشور مخالفت کرده و گفته هرکی از اینا میخاد می‌تونه از ایران بره :)

آقای نماینده شما که با کمک این آلات موسیقی رای میاری
و بعد لگد میزنی،
برای رفتن سزاوارتری .....😅 pic.twitter.com/lcnanWeAYM

— sahar_psychotherapist (@irpsychotherapy) December 14, 2021

وتفاعل البعض بسخرية ونكت مع الموقف، حيث قال المغرد محمد صادق رامتين، في تغريدة: "نفترض أنكم حظرتم الآلات الموسيقية ودمرتموها كلها، لكنكم ماذا ستفعلون بالطناجر وأغطية أباريق الشاي"، في إشارة إلى مقطع مصور نشره، يعزف فيه شخصان على حلّة بغطاء الأباريق. 

گیرم آلات موسیقی رو کلا ممنوع کردید و اصلا همه رو هم نابود کردین
با قابلمه ها و درب کتری ها چه می کنید:) pic.twitter.com/ebTrwjI2ZR

— محمدصادق رامتین (@sadegh_ramtin69) December 13, 2021

ثم نشر مغرد آخر، صورة تاريخية عن قیام امرأة إيرانية بالعزف على "القيثارة" أو "الجنك" قبل ثلاثمئة عام من ميلاد المسيح في عهد الإمبراطورية الفرثية في مدينة شوش جنوب غربي إيران، قائلاً "إنهم يريدون حظر استيراد الآلات الموسيقية في ظل وجود هذا التاريخ العريق". 

زن ایرانی در حال چنگ زدن متعلق به سیصد پیش از میلاد دوره اشکانیان در شهر شوش
با این تاریخ میخوان ورود آلات موسیقی رو ممنوع کنند pic.twitter.com/ZkSZEpHbVu

— Davidovich (@Davidov32643146) December 14, 2021

كما نشر مغردون صورًا ومقاطع مصورة عن نشاطات دينية وسياسية في "مناسبات ثورية" في البلاد، تستخدم فيها الأدوات الموسيقية للتنديد بتصريحات النائب موسوي. 

بعد الانتقادات الواسعة التي أثارتها تصريحاته، اضطر موسوي إلى نشر فيديو، وجه فيه اتهامات لمراسل موقع "ديده بان إيران"، موضحاً أن إجاباته جاءت رداً على سؤال بشأن السلع التي يجب أن يشملها تخصيص الدولار بسعر صرف 4200 تومان الحكومي لاستيرادها. 

وأضاف أنه يحترم الفنانين الإيرانيين، متهماً المراسل بحرف تصريحات، ما دفع الموقع الذي أجرى معه المقابلة إلى نشر تسجيلها الصوتي.