هاني شاكر... "شاويش" النقابة يرفع عصا السلطة في وجه مغنّي المهرجانات

فصل جديد من فصول الحرب التي يخوضها نقيب الموسيقيين المصريين هاني شاكر ضد مغنّي المهرجانات، كانت ساحتها هذه المرة أروقة مجلس النواب، وانتهت بموافقة لجنة الثقافة والإعلام في المجلس، برئاسة درية شرف الدين يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على منح نقابة الموسيقيين حق الضبطية القضائية، وهو المشروع المقدم من المجلس دعمًا لنقيب الموسيقيين، في مواجهاته المستمرة لمؤدّي المهرجانات، وقد انضمّ إليهم أخيرًا مغنو الـ"تراب".

مصدر من داخل نقابة المهن الموسيقية، قال في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن "مسألة منح الضبطية القضائية للنقابة، فكرة قديمة، طرحها هاني شاكر على الأجهزة الأمنية ولاقت قبولاً، باعتبار أن شاكر أحد الموالين لتلك الأجهزة، وبالتالي فإنه لن يخرج عن الإطار المرسوم له".

وكشف المصدر عن أن النقيب طلب عقد اجتماع مع مدير إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، قبل الإعلان عن سحب تصاريح الغناء من 19 مغنياً من مغنّي المهرجانات، وأنه حصل على ضوء أخضر خلال الاجتماع بسحب تصاريحهم.

والمعروف أن معظم نوادي ودور القوات المسلحة في مصر تقيم حفلات لمغني الـ"تراب" والمهرجانات، وكان آخرها حفل ويجز في مسرح المنارة التابع للقوات المسلحة.

من جهتها، أصدرت النقابة بياناً جاء فيه: "في إطار جهود ومساعي الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية للتنسيق مع مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة للحفاظ على الذوق العام والهوية المصرية للأغنية، التقى باللواء أركان حرب ياسر عبد العزيز الأسريجي مدير إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة. وتناول اللقاء موضوعات شتى منها كيفية الحفاظ على الأغنية المصرية التي تحمل قيماً أخلاقية واجتماعية نبيلة، وكيفية المرور بها من هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ الفن المصري بعدما طاوله عبث العابثين وكيد المندسين للنيل من كل القيم بالكلمات الهابطة والإيحاءات التي تنال من أخلاقيات شبابنا وتحضهم على التردي والانحدار".

وأضاف البيان أن اللقاء "أسفر عن ضرورة التنسيق بين النقابة وإدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة القائمة على الدور والقاعات كافة وبعض أماكن الحفلات وتفعيل قرارات منع من ليس عضواً بالنقابة وغير المصرح لهم. وكان الحديث الأبرز والأهم مراقبة سلوك المؤدي على المسرح وعدم السماح بالخروج عن الآداب العامة من كلمات وسلوك".

وقال المصدر في تصريحات لـ"العربي الجديد إن الضبطية القضائية "يمكن أن تكون مجرد أداة تستخدمها السلطة من خلال النقيب هاني شاكر للسيطرة على هؤلاء المغنين، واستغلالهم في تحقيق الأرباح".

معظم نوادي ودور القوات المسلحة في مصر تقيم حفلات لمغنّي الـ"تراب"

وطالب هاني شاكر بالضبطية القضائية في مداخلة سابقة مع المذيع شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" بتاريخ 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وقال: "أنا واحد من الناس بقول لو الضبطية القضائية، جت خير وبركة ما جتش مش مشكلة إحنا مستمرين في شغلنا، ولو في ضبطية قضائية هاتستغل صح لمساعدة الدولة في تحجيم والحد من الأعداد الكبيرة من المؤدّين التي تخرج كل يوم، ولو معانا الضبطية القضائية ها يبقى أحسن ها يبقى في شوية سيطرة أكثر".

مواجهة شاكر مع مغني المهرجانات بدأت في فبراير/شباط 2020، حين قامت النقابة بمنع مطربي المهرجانات من إحياء الحفلات في القاعات والمنشآت الخاصة، وحذرت المخالفين من اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.

وفي فصل جديد من فصول المواجهة بين شاكر ونجوم أغاني المهرجانات، قال سكرتير نقابة المهن الموسيقية، أحمد رمضان، إن النقابة تتواصل مع إدارة موقع "يوتيوب" لحذف عدد من الأغنيات لأنها تحتوي على "معان رديئة وكلمات نابية" بحسب البيان وهو ما تسبب في موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، لما يتضمنه الطلب من جهل كامل بآلية عمل الموقع والاشتراك فيه.

وقد ارتفعت حدة الحرب التي شنها شاكر على هذا النوع الموسيقي فأصدرت النقابة الشهر الماضي بياناً موجهاً للمنشآت السياحية وشرطة السياحة، بحظر عمل 19 من المغنين من بينهم حمو بيكا، وحسن شاكوش، ومجدي شطة، لأنهم غير خاضعين لمعايير النقابة، وامتد الحظر ليشمل الغناء في الحفلات أو الإعلانات، أو أي جهة داخل مصر.

مواجهة أخرى عرفتها الساحة الفنية المصرية أخيراً وهذه المرة مع مغني المهرجانات عمر كمال، حيث أحاله إلى التحقيق، بعد تغييره كلمات أغنية "بنت الجيران" من "أشرب خمور وحشيش"، إلى "أشرب تمور وحليب" وذلك في حفلته ضمن فعاليات "موسم الرياض" في المملكة العربية السعودية.

من جهة أخرى، علت أصوات كذلك تطالب بمنع مغنّي التراب من الغناء، خصوصاً في ظل شعبيتهم الجارفة في الفترة الأخيرة. وكان لشاكر تصريح في هذا الخصوص، مع برنامج "تحت الشمس"، إذ قال "التراب له شعبة في النقابة من زمان مش من دلوقتي خالص، ودلوقتي الولاد دول كتروا لأنه بقى موجة من الموجات الفنية اللي الشباب بيحبوها ومنتشرة، وأنا وزملائي في المجلس مصرّين إن كل من ينجح في هذه الشعبة يمضي تعهد على الالتزام بكل ما يقوله أو يصوره، فيه متابعة، فيه مفتشين في كل مكان، أي حد هايقول لفظ خارج، والمخالف يسحب منه التصريح".