وعد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، المحظور من وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية، "بالقتال ضد شركات التكنولوجيا الكبرى"، وأطلق شبكته الخاصة، لكن الأمور لا تسير على ما يرام، وفق ما تنقله صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.
كان من المفترض أن تكون منصّة "تروث سوشال"، شبكة وسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة لترامب، "منصة جديدة رئيسية" حيث يمكن للجمهوريين والديمقراطيين على حدٍ سواء التحدث في بيئة خالية من "رقابة" التكنولوجيا الكبيرة، بحسب وعود ترامب والقيمين عليها. لكن بدلاً من ذلك، وبعد ما يقرب من شهر من إطلاقها، أصبحت "تروث سوشال" أضحوكة، وفق ما تقوله الصحيفة، إذ تميزت بطرح فاشل، وانهيار في أسعار الأسهم، مع وجود حساب ترامب فيها كشخصية صوريّة لا تنشر الكثير في الواقع.
وجاء الإعلان عن المنصة بعد حظر ترامب في "تويتر" و"فيسبوك" و"يوتيوب" بسبب منشوراته التحريضية على العنف، وكان من المقرر إطلاق الشبكة في 21 فبراير/شباط، بعد خمسة أشهر من إعلان ترامب عن إنشائها في بيان وُصف بتضمنه لمبالغات كعادة الرئيس السابق المثير للجدل. وعندما جاء موعد إطلاقها بنسخة "بيتا"، لم يتمكن عشرات الآلاف من الأشخاص من الوصول إلى "تروث سوشال". حاولت الصحيفة نفسها الاشتراك في 21 فبراير/شباط، لكن لم تُمنح حق الوصول إلا في 5 مارس/آذار. هذا علماً أنّ المنصّة يجب أن تصبح متاحة رسمياً للعموم في أواخر مارس الحالي، وفق ما أعلنته الشركة القيّمة عليها سابقاً.
وبعد شهر تقريباً من الإطلاق، لم يشارك ترامب حتى الآن سوى فكرة واحدة في المنصة، وهي مجرد رسالة عادية في منتصف فبراير/شباط تحث الناس على الاستعداد للإطلاق.
ليس من المستغرب أن يقال إن ترامب غير سعيد بشبكة التواصل الاجتماعي الجديدة الخاصة به. وفقاً لصحيفة "ديلي بيست"، فإن الأشخاص المقربين من ترامب "سمعوا الرئيس السابق على الهاتف وهو يتساءل (ما الذي يحدث مع تروث سوشال؟)". ويقال إن ترامب منزعج من بطء طرح التطبيق بينما لا يزال بعض مستخدمي "تروث سوشال" المحتملين ينتظرون الوصول إلى المنصة، ومنزعج من أن "تروث سوشال" ليست أكثر شعبية.
ومع ذلك، في أوائل شهر مارس/آذار، كان متوسط عدد الزيارات للشبكة 300 ألف زيارة يومياً وفقاً لصحيفة "ديلي بيست". وظلّ "تروث سوشال" ما بين 21 و23 فبراير/شباط التطبيق الأكثر تنزيلاً على متجر تطبيقات "آبل"، ولكن بحلول 12 مارس/آذار، هوى إلى المرتبة 173.
يعاني التطبيق من الكثير من العثرات: ليست هناك طريقة لاستخدام "تروث سوشال" على الحاسوب، أي تنزيل التطبيق ضروري، وهو متاح فقط لمستخدمي "آيفون" وغير متاح بعد لهواتف "أندرويد"، فيما روابط منشورات "تروث سوشال" تظهر رسالة خطأ.
ولا يمكن تمييز الموقع نفسه عن "تويتر"، أحد "عمالقة التكنولوجيا" الذين انتقدهم ترامب عندما أطلق "تروث سوشال"، سوى ببعض الألوان المبدّلة. تسمى المنشورات على المنصة "حقائق"، وعند زيارة بروفايلات الأشخاص، يمكن للمستخدمين رؤية "الحقائق والردود"، بالضبط مثل "تويتر" الذي يسمح بعرض "التغريدات والردود".
وعلى عكس "تويتر"، فإن تطبيق "تروث سوشال" بطيء، وقائمة الحسابات المقترحة للمستخدمين الجدد ضعيفة إلى حد كبير، فيما ذكر موقع "بوليتيكو" أن "العديد من اللاعبين الرئيسيين في العالم المحافظ ليسوا على التطبيق".
ويبدو أن اللاعبين الرئيسيين مفقودون، من بينهم الشخصيات الإعلامية اليمينية، ستيف بانون وغلين بيك وتاكر كارلسون، بالإضافة إلى محامي ترامب، رودي جولياني، الذي يوجد حساب باسمه لا يزيد عن 35 متابعاً فقط ولم يحصل على علامة التحقق حتى.
وحتى المحافظون الذين انضموا لا يحصلون على تفاعل جيد. فقد وصل عدد متابعي مذيع "فوكس نيوز"، شون هانيتي، إلى 266 ألفاً، ومع ذلك لا تزيد منشوراته عن تفاعل 10 أشخاص فقط.
كلّ هذه التفاصيل تُشير إلى تعثّر كبير للمنصّة، وإلى فشلٍ يترقّبها قبل حتى أن تصبح رسمية لجميع المستخدمين حول العالم.