لم تكن طريق المغني اللبناني وائل كفوري (1975) معبّدة بالورود، لطالما عانى ابن بلدة زحلة من أزمات شهدت عليها بداياته في برنامج المخرج الراحل سيمون أسمر "استديو الفن" رغم تفوقه في المراتب الأولى، بدعم مباشر من المخرج أسمر، الذي عُرف وقتها بأنّه صانع النجوم، وما خرج عن تعاونهما من قضايا كادت تصل إلى المحاكم.
أخيراً، غلبت أخبار وائل كفوري الشخصية على نجاحاته الغنائية، بعد إعلان طلاقه من أنجيلا بشارة، والدة ابنتيه ميشيل وميلانا. اختارت بشارة طريق الإعلام، لمعركة مع طليقها بعد سنوات من السرية التامة التي أحاطت بحياة وائل كفوري الشخصية. وكشفت بشارة، في لقاءات عدة، عن معاملة سيئة من قبل زوجها السابق، حتى الإيحاء بـ "تعنيف" تعرضت له قبيل طلاقها، ما دفع بالفنان وائل كفوري إلى النفي، والاستعانة بمجموعة من المحامين لدرء خطر طليقته عنه، ومحاولة الصلح والتعهد بدفع النفقة المالية الخاصة بابنتيه، من دون أي تردد.
قبل ثلاثة أشهر، صدرت أغنية "كلنا مننجر" كلمات علي المولى، ألحان جمال ياسين، على المواقع والمنصّات الإلكترونية، وحققت حتى اليوم قرابة 35 مليون مشاهدة على "يوتيوب". الأغنية هي شارة لمسلسل "داون تاون"، للمخرج السوري زهير قنوع.
لم تسعَ الشركة المنتجة لمسلسل "داون تاون" إلى الترويج للأغنية، لكنّ انتشارها تفوق على نجاح عرض المسلسل، وتصدرت لثلاثة أسابيع المرتبة الأولى ضمن الأغاني اللبنانية التي تزامن بثها في الأسبوع نفسه، وتحولت مع الوقت إلى "ترند" على الصفحات البديلة، يردّدها المتابعون، خصوصاً على تطبيق "إنستغرام". قبل يومين، أصدر كفوري أغنية جديدة بعنوان "البنت القوية" من كلمات وألحان اللبناني سليم عساف، وتوزيع عمر صباغ. الأغنية الجديدة تُخرج كفوري من نمطه، إلى لحن مكرر مألوف يحفظ من اللحظات الأولى. محاولة بسيطة من الفنان سليم عساف، في التعاون الأول مع وائل كفوري، بطريقة تبعده عن الخط التقليدي الذي اعتمده المغني اللبناني منذ بداية العقد الماضي، وجعله يتقدم على مواطنه فضل شاكر، الذي تربع لسنوات على الخطّ نفسه بسبب ابتعاد شاكر عن الساحة الفنيّة، واستفاد كفوري من نتاج الملحن بلال الزين، الذي شكل ثنائياً ناجحاً مع شاكر، لينال كفوري ثقة جمهوره مجدداً بعد ألبومين مع بلال الزين: "يا ضلي يا روحي" وبعدها مجموعة ثانية من الأغاني التي لم تغيّر من أسلوب وائل كفوري شيئاً إلّا في طريقة أدائه التي "تقلب" المقاييس وتجبر جمهوره على حفظها من الدقائق الأولى، تماماً كما هي الحال في آخر أغنية "كلنا مننجر".
نالت "البنت القوية" منذ اليوم الأول لصدورها مُصورة على يوتيوب، انتقادات من قبل ناشطات سألن عن سبب حضور مجموعة من الشبان بملابس بيضاء، وتتهم وائل كفوري بـ "الذكورية" فالأغنية موجهة لـ"البنت القوية" لكنّ الكليب يعارض ذلك، بحسب النقد. الكليب من إنتاج وإخراج "آند بيوند"، للمنتجة نانسي فاخوري، وحقق أكثر من مليون مشاهدة خلال 24 ساعة. يخلو العمل من أيّ حضور نسائي، بل يعتمد على شبان مفتولي العضلات أمام المغني، وهو يردد الأغنية بطريقة تثير تساؤلات حول علاقة "الكليب" بأجواء الأغنية.