رحل الإعلامي والصحافي المصري مفيد فوزي، الأحد، عن عمر ناهز 89 عاماً، بعد تدهور حالته الصحية، إثر خضوعه لجراحة في القنوات المرارية قبل نحو شهر.
وقالت ابنته الصحافية حنان مفيد فوزي، في تدوينة لها عبر "فيسبوك": "بابا سافر عند ربنا، وصلاة الجنازة على روحه الطيبة اليوم في الساعة الثانية عشرة ظهراً، في كنيسة المرعشلي بحيّ الزمالك في القاهرة. والعزاء غداً الاثنين الساعة السادسة مساءً في قاعة الكنيسة".
وفوزي من مواليد 19 يونيو/ حزيران عام 1933 في محافظة بني سويف، وتخرج من كلية الآداب في جامعة القاهرة (قسم اللغة الإنكليزية) عام 1959، وتزوج الإذاعية الراحلة آمال العمدة في عام 1968، التي رحلت في 11 مارس/ آذار 2001.
شغل فوزي رئاسة تحرير مجلة "صباح الخير" الصادرة عن مؤسسة روز اليوسف الحكومية لمدة 8 سنوات، وكان ينشر مقالات للرأي في صحف "أخبار اليوم" و"المصري اليوم" و"العالم اليوم"، وأسهم في إعداد بعض البرامج الإذاعية، ومنها "فوازير رمضان" مع آمال فهمي، و"أوافق.. أمتنع" مع سناء منصور، و"فنجان شاي" مع سامية صادق.
كذلك، أسهم في إعداد العديد من البرامج التلفزيونية، وأهمها: "نص ساعة من وقتك" مع سميرة الكيلاني، و"نجمك المفضل" مع ليلى رستم، و"عزيزي المشاهد" مع أماني ناشد، و"تحت الشمس" مع سلوى حجازي، و"الغرفة المضيئة" مع لبنى عبد العزيز، و"النادي الدولي" مع سمير صبري.
وفي عام 1982، بدأ فوزي بتقديم البرامج على شاشة التلفزيون الرسمي، وكان منها: "عصر من الفن" عن أم كلثوم، و"صديقي الموعود بالعذاب" عن عبد الحليم حافظ، و"الموسيقار وأنا" عن محمد عبد الوهاب، و"المدفع قبل الخبز أحياناً" عن المشير عبد الحليم أبو غزالة، فضلاً عن تقديمه حلقات منفصلة مع العديد من نجوم الأدب والفن والسياسة، منهم: عمرو دياب، وإحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس، ويحيى حقي، ومصطفى أمين، ونجيب محفوظ، وأحمد زويل، وفاروق الباز، وآخرون.
كان فوزي مقرباً من دوائر الحكم في عهد الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك، الذي حاوره 4 مرات خلال فترة حكمه التي امتدت لنحو 30 عاماً، كذلك حاور جميع وزراء الداخلية في عهده، بداية من حسن أبو باشا، وأحمد رشدي، مروراً بزكي بدر، وحسن الألفي، ووصولاً إلى حبيب العادلي، المتهم السابق في قضية قتل المتظاهرين السلميين خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011.
أيضاً حاور العديد من رؤساء الوزارات في مصر، وأهمهم: عاطف عبيد، وعلي لطفي، وكمال الجنزوري، وأحمد نظيف. واقترن اسم فوزي لدى الجمهور لسنوات طويلة ببرنامجه "حديث المدينة"، الذي بدأه في 13 مارس عام 1998 بترشيح من وزير الإعلام (آنذاك)، صفوت الشريف.
وفوزي كان من أشد المعارضين للثورة على مبارك، وهاجمها مراراً في وسائل الإعلام التي يظهر عليها، زاعماً أنها "أخرجت أسوأ ما في الشعب المصري من عاهات نفسية، وشهدت حالة من البلطجة من الأشخاص الذين كانوا غير قادرين على الظهور في الشارع في عهد حبيب العادلي". كذلك ادعى أنها "ثورة مشبوهة، قادتها جماعة الإخوان المسلمين، من أجل كسر ظهر الأمن المصري القوي".
ومن مؤلفات فوزي: "كندا حلم المهاجرين"، و"جواز سفر إنسان (رحلات صحافية)"، و"حوار مع سعاد الصباح"، و"أطول قصيدة اعتراف مع نزار قباني"، و"هيكل الآخر"، و"أسماء لامعة"، و"رومانسيات في زمن الجفاف"، و"الغالي بطرس غالي"، و"نصيبي من الحياة (مذكرات)".