بعد غياب عامين عن قناته على موقع يوتيوب، أطلّ الفنان السوري ياسر العظمة في فيديو جديد أثار مضمونه الجدل بين السوريين على منصات التواصل الاجتماعي، واستدعى ردود فعلٍ متباينة ومختلفة.
وجاء الفيديو المسجل ضمن سلسلة جديدة يقدّمها العظمة عبر "يوتيوب"، بعدما لم ينجح مسلسل "السنونو" الذي قدّمه أخيراً في استعادة بريق "مرايا" الذي صنع شهرته.
ويستخدم الفنان المعروف السجع المعتاد عنه والمُطعّم ببعض المفردات المميزة، لكن خلافاً للحلقات السابقة، تطرق في الفيديو الأخير بشكل انتقادي إلى الوضع القائم في مناطق سيطرة النظام السوري خصوصاً، وسورية عموماً، قائلاً إنّ بلده "زعلان".
لكن، يبدو أنّ طرق النقد وأساليبه المستخدمة في ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته عبر سلسلة "مرايا" لم تعد تنفع في التأثير بالمتلقي السوري الذي شهد 12 عاماً من الثورة على النظام، تخلّلتها حرب طحنت البلاد، وأدّت إلى تدهور كارثي في أحوال السوريين، سواء في مناطق سيطرة النظام أو المعارضة.
وظهر العظمة وهو يوجه نقداً غير مباشر، من دون تصويب أو إشارة إلى جهة محدّدة، فيما يدرك السوريون أنّهم ما كانوا ليصلوا إلى ما هم فيه لولا القمع المستخدم من قبل النظام وتمسّك الأسد والأجهزة الأمنية بالحكم على حساب البلد وأهله.
وعلى الرغم من أنّ كلام العظمة كان مؤثراً للبعض، فإنه لاقى انتقادات كبيرةً من جهات مختلفة، فوصف الناقد والصحافي محمد منصور كلام العظمة بأنه "خطاب جبان ومراوغ"، مضيفاً عبر "فيسبوك": "خطاب متعامٍ لا يريد أن يشير ولو بكلمة حق إلى جذر المشكلة وإلى المجرم الأكبر بشار الكيماوي؟ هل تذكر الكيماوي يا أستاذ ياسر؟ هل وصلت إليك أخباره؟ هل شممت رائحة موت ضحاياه وأطفاله النائمين في أحضان أمهاتهم؟!".
وتابع: "اليوم ينسى المجازر ويتناسى السجون والمعتقلات والبراميل وقصف البيوت والأسواق والمدارس ويريد أن يقفز إلى إعادة الإعمار وإنهاض الاقتصاد المنهار بفعل -كما قال بالحرف- طغمة من التجار الأشرار، كي يمنع هجرة أبناء الوطن... بضاعتك كاسدة يا أستاذ ياسر.. ومنطقك سقيم... ومراوغتك مفضوحة... وجبنك عار أمام الله والتاريخ مهما هلّل لك السذج والمملوؤون بالعواطف المهترئة تجاه نجوم الزمن الجميل. وعند الله تجتمع الخصوم يا أستاذ ياسر، وأنت تطنب وتسهب وتسجع وتطبق في إبداع شهادة الزور المريعة هذه، التي لا تخفي كل محسناتها البديعية رائحتها البشعة".
أمّا الممثل المعارض نوّار بلبل، فعلّق باقتضاب، قائلاً: "ياسر العظمة مبنشر عند النوكيا 3310"، في إشارة إلى أنّ أسلوب الممثل الشهير قديمٌ ولم يعد نافعاً.
على العكس من ذلك، أطنب الممثل المعارض أيضاً مكسيم خليل في مديح العظمة، وكتب عبر "فيسبوك" قائلاً: "هاد الفيديو لازم يتشير بالشوارع مو بس عالإنترنت. لازم تمشي بشوارع سورية تشوفو يمين وشمال".
وتابع: "أنت بالقلب ياسر العظمة متل ما سورية بالقلب، لأنك مَعلَم من معالمها"، مضيفاً: "هاد الفيديو هو بث الإخبارية السورية بحالها ما في داعي لخبر تاني. هو الدراما السورية، هو مرايا يلي تربينا عليه، هو وجعنا، هو سوريا يلي كنا منتمنى مهما حاولو يشوهوا حقيقتنا.. شكراً ياسر العظمة".
وعلّق الناقد والممثل عبد القادر منلا على تعليق مكسيم خليل بالقول: "أعتقد أن صفحة العزيز مكسيم خليل مهكرة، فمن غير المعقول أن يكون ما كتبه عن فيديو ياسر العظمة يمثل قناعاته".