يوم الجمعة الماضي، في 30 يونيو/ حزيران 2023، طبعت صحيفة Wiener Zeitung النمساوية نسختها الأخيرة، بعد 320 عاماً على صدورها، على أن تكمل بنسختها الإلكترونية.
تعتبر Wiener Zeitung واحدة من أقدم الصحف في العالم، وقد جاء قرارها بعد قانون جديد أقرته حكومة الائتلاف النمساوية في إبريل/ نيسان الماضي، ينهي الالتزام القانوني للشركات بدفع تكاليف نشر الإعلانات العامة في النسخة المطبوعة للصحيفة، ما ينهي دور "وينر تسايتونغ" كصحيفة رسمية.
وبحسب صحيفة دير شبيغل الألمانية، فإن هذا القانون تسبب في خسارة قيمتها نحو 18 مليون يورو للناشر، وأجبر الصحيفة على إنهاء 63 وظيفة، بما في ذلك تقليص طاقم التحرير من 55 إلى 20.
وتأسست الصحيفة التي تمتلكها الحكومة النمساوية (مستقلة تحريرياً) في أغسطس/ آب 1703، وواكبت 12 رئيساً، و10 قياصرة وجمهوريتين. وغطت أحداثاً عدة في تاريخها. على سبيل المثال عام 1768 قدمت تقريراً عن حفل موسيقي لـ"طفل بارع جداً" يبلغ من العمر 12 عاماً، واسمه وولفغانغ أماديوس موتسارت، وفق صحيفة ذا غارديان البريطانية. وعندما هُزمت في الحرب العالمية الأولى، نشرت الصحيفة عدداً خاصاً يحتوي على رسالة التنازل من آخر أباطرة سلالة هابسبورغ القيصر تشارلز الأول.
في آخر طبعة يومية يوم الجمعة الماضي، نشرت مقالة تلوم فيها الحكومة على القانون الجديد لانتهاء نسختها المطبوعة. وجاء في المقالة: "هذه أوقات عاصفة للصحافة الجيدة... على المنصات، تتنافس المحتويات الجادة مع الأخبار الزائفة ومقاطع الفيديو الكوميدية ونظريات المؤامرة".
وكان حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزنيغر (نمساوي الأصل) أحد الشخصيات الذي قابلتهم الصحيفة في عددها الأخير، جنباً إلى جنب مع المستشارين النمساويين السابقين فرانز فرانيتسكي وفولفغانغ شوسيل.
وسبق أن توقفت الصحيفة عن الطباعة خلال فترة واحدة سابقاً بعد ضمّ النمسا إلى ألمانيا النازية، حين أغلق النازيون الصحيفة عام 1939. عام 1945، بينما كانت النمسا لا تزال تحت الاحتلال الحلفاء، استعادت الصحيفة طبع نسخها.