وقعت قبيلتا النوبة والبني عامر السودانيتان، في مدينة بورتسودان، اليوم الأحد، على اتفاق صلح ينهي نزاعاً استمر منذ يونيو/حزيران الماضي.
ولقي عشرات الأفراد من القبيلتين، مصرعهم وأصيب المئات، في النزاع الذي اندلع بين القبيلتين في ثاني أيام عيد الفطر، وهدأ لأسابيع، ليتجدد قبل شهر، وقد شهد أيضاً عمليات حرق متبادلة للمنازل.
وحضر مراسم عقد الصلح، المعروف محلياً باسم "القلد"، 4 من أعضاء مجلس السيادة، من بينهم قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، الذي انتشرت قواته منذ أسابيع في مدينة بورتسودان، حيث دار النزاع الدموي في أحيائها الجنوبية.
وتسبب هجوم لأحد المتحدثين في حفل نظم بهذه المناسبة، في تأجيل التوقيع، بعد أن هاجم المتحدث قبيلة النوبة، إلا أن تدخل دقلو في اللحظات الأخيرة دفعهم للتوقيع.
وينص الصلح الجديد على وقف كافة أشكال النزاع وتكوين لجنة مركزية لحصر الأضرار وتعويض المتضررين من الأحداث، وتقديم الجناة للعدالة، وبسط هيبة الدولة وسيادة القانون، وهدد دقلو بإبعاد أي شخص لا يلتزم بالصلح عن المدينة.
وللسودان تاريخ طويل مع النزاعات القبلية التي وصل عدد ضحاياها، حسب بعض الإحصاءات، لأكثر من 250 ألف شخص، فضلاً عن نزوح أكثر من 2 مليون آخرين.
ويمثل غياب التنمية والوعي، وانتشار السلاح في أيدي القبائل، والاضطرابات الأمنية في دول الجوار السوداني، عوامل أساسية لتنامي ظاهرة النزاعات القبلية واستفحالها، كما لعب الصراع التقليدي بين المزارعين والرعاة دوره الكبير، هذا عدا استغلال العصبية القبلية للحصول على مناصب دستورية.