يحاول الغزيون خلق أجواء رمضانية من العدم. بعيداً عن الحرب، لم يكن ليحل شهر رمضان عليهم على هذا النحو. وليس للأمر علاقة فقط بتنوع الأطعمة والمشروبات الرمضانية. ثمة ما هو أكبر من ذلك. فهذا الشهر يدخل البهجة إلى قلوب الكبار والصغار، ويزيد الألفة والمحبة والتعاضد بين الناس، والتي تجلت بشكل كبير خلال العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
يتحدث كثيرون أنه على الرغم من كل المأساة والجوع والألم وخسارة الأحبة، إلا أنهم حرصوا على إيجاد الفرح من لا شيء، من أجل الأطفال أولاً. وضعوا بعض الزينة التي صمدت وسط القصف الوحشي، حتى أنهم زينوا الخيام بما في حوزتهم من إضاءة وغيرها. لدى أهالي القطاع إصرار على العيش رغم المأساة، ومواجهة الموت بالحياة... لمن بقي منهم على قيد الحياة.
من جهة أخرى، فإنّ يوميّات تأمين الطعام ليست سهلة. ويشتهي كثيرون تناول اللحوم، التي تعد من المقومات الأساسية على مائدة الإفطار، إلا أن الواقع الحالي جعلهم يفتقدونها.
لدى أهالي قطاع غزة قدرة على مجابهة كل الصعوبات التي يعيشونها يومياً والابتسام. إنه إصرار على البقاء. حرص المصورون والأهالي على إظهار بعض لحظات الفرح لدى الأطفال، رغم قلتها، لأنهم يستحقون العيش والفرح والتمتع بحقوقهم كأي إنسان حول العالم.
(العربي الجديد)